بحـث
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 12 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 12 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 224 بتاريخ السبت نوفمبر 16, 2024 2:47 am
صحيح السيرة النبوية الجزء العاشر
صفحة 1 من اصل 1
صحيح السيرة النبوية الجزء العاشر
صحيح السيرة النبوية
ما صحّ من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أيامه
وغزواته وسراياه والوفود إليه
للحافظ ابن كثير
بقلم
محمد ناصر الدين الألباني
(رحمه الله تعالى )
الطبعة الأولى
المكتبة الإسلامية
عمان – الأردن
الجزءالعاشر
فصل
في كيفية إتيان الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد تقدم كيفية ما جاءه جبريل في أول مرة ، وثاني مرة أيضاً.
وعن عائشة رضي الله عنها:
أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يا رسول الله! كيف يأتيك الوحي؟ فقال:
((أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده عليّ؛ فينفصم عني وقد وعيت ما قال، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً يكلمني؛ فأعي ما يقول)).
قالت عائشة رضي الله عنها:
ولقد رأيته صلى الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد؛ فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقاً.
أخرجاه في ((الصحيحين))، وأحمد.
وفي حديث الإفك قالت عائشة:
فوالله؛ ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البُرحاء، حتى إنه كان يتحدر منه مثل الجمان من العرق – وهو في يوم شاتٍ- من ثقل الوحي الذي أنزل عليه.
وفي ((صحيح مسلم)) وغيره عن عبادة بن الصامت قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي كرب لذلك ، وتربّد وجهه. (وفي رواية: وغمض عينيه، وكنا نعرف ذلك منه).
وفي ((الصحيحين)) حديث زيد بن ثابت حين نزلت: ﴿لا يستوي القاعدون من المؤمنين﴾ [النساء:95]، فلما شكى ابن أم مكتوم ضرارته نزلت: ﴿غير أولي الضرر﴾.
قال: وكانت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي، وأنا أكتب، فلما نزل الوحي كادت فخذه ترض فخذي.
وفي ((صحيح مسلم)) عن يعلى بن أمية قال: قال لي عمر:
أيسرك أن تنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوحى إليه؟ فرفع طرف الثوب عن وجهه وهو يوحى إليه بـ(الجعرانة)؛ فإذا هو محمر الوجه، وهو يغط كما يغط البكر.
وثبت في ((الصحيحين)) من حديث عائشة لما نزل الحجاب، وأن سودة خرجت بعد ذلك إلى (المناصع) ليلاً، فقال عمر: قد عرفناك يا سودة! فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألته وهو جالس يتعشى والعرق في يده، فأوحى الله إليه، [ثم يرفع عنه]، والعرق في يده [ما وضعه]، ثم رفع رأسه فقال:
((إنه قد أذن لكن أن تخرجتن لحاجتكن)).
فدل هذا على أنه لم يكن الوحي يغيب عنه إحساسه بالكلية ؛ بدليل أنه جالس، ولم يسقط العرق أيضاً من يده؛ صلوات الله وسلامه دائماً عليه.
وروى أبو يعلى عن الفلتان بن عاصم قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه، وكان إذا أُنزل عليه دام بصره وعيناه مفتوحة ، وفرغ سمعه وقلبه لما يأتيه من الله عز وجل، [فكنا نعرف ذلك منه].
وروى أحمد وأبو نعيم عن أسماء بنت يزيد قالت:
((إني لآخذة بزمام العضباء، ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نزلت عليه (المائدة) كلها، وكادت من ثقلها تدق عضد الناقة.
وروى أحمد أيضا عن عبد الله بن عمرو قال:
أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة (المائدة) وهو راكب على راحلته، فلم تستطع أن تحمله، فنزل عنها.
وروى ابن مردويه عن أم عمرو عن عمها:
أنه كان في مسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلت عليه سورة (المائدة)، فاندقّ عنق الراحلة من ثقلها.
وهذا غريب من هذا الوجه.
ثم قد ثقت في ((الصحيحين)) نزول سورة (الفتح) على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من الحديبية وهو على راحلته، فكان يكوت تارة وتارة، بحسب الحال، والله أعلم.
فصل
قال الله تعالى : ﴿لا تحرك به لسانه لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرآناه فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه﴾ [القيامة: 16-19].
وقال تعالى : ﴿ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يُقضى إليك وحيه وقل رب زدني علماً﴾ [طه: 114]
وكان هذا في الابتداء؛ كان عليه الصلاة والسلام من شدة حرصه على أخذه من املك ما يوحى إليه عن الله عز وجل يسابقه في التلاوة، فأمره الله تعالى أن ينصت لذلك حتى يفرغ من الوحي، وتكلف له أن يجمعه في صدره، وأن ييسر عليه تلاوته وتبليهن وأن يبينه له ويفسره ويوضحه، ويوقفه على المراد منه.
ولهذا قال: ﴿ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علماً﴾.
وقوله: ﴿لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه﴾؛ أي: في صدرك، ﴿وقرآنه﴾؛ أي: وتقرأه، ﴿فإذا قراناه﴾؛ أي: تلاه عليك الملَك، ﴿فاتبع قرآنه﴾؛ أي: فاستمع له وتدبره، ﴿ثم إن علينا بيانه﴾؛ وهو نظير قوله: ﴿وقل رب زدني علماً﴾.
وفي ((الصحيحين)) عن ابن عباس قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرك شفتيه، فأنزل الله : ﴿لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه﴾؛ قال: جمعه في صدرك ثم تقرأه، ﴿فإذا قرأناه فاتبع قرآنه﴾: فاستمع له وأنصت، ﴿ثم إن علينا بيانه﴾؛ قال: فكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله عز وجل.
فصل
@قال ابن إسحاق: ثم تتامّ الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مصدق بما جاء منه، وقد قبله بقبوله، وتحمل منه ما حمله على رضا العباد وسخطهم.
وللنبوة أثقال ومؤونة لا يحملها ولا يستضلع بها إلا أهل القوة والعزم من الرسل- بعون الله وتوفيقه – لما يلقون من الناس، وما يُردّ عليهم مما جاؤوا به عن الله عز وجل.
فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما أمر الله به على ما يلقى من قومه من الخلاف والأذى.
قال ابن إسحاق: وآمنت خديجة بنت خويلد وصدقت بما جاءه من الله، ووازرته على أمره، وكانت أول من آمن بالله ورسوله، وصدقت بما جاء منه.
فخفف الله بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يسمع شيئاً يكرهه – من رد عليه، وتكذيب له، فيحزنه ذلك – إلا فرج الله عنه بها؛ إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه ، وتصدقه وتهون عليه أمر الناس، رضي الله عنها وأرضاها.
قال: وحدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قصب؛ لا صخب فيه ولا نصب)).
وهذا الحديث مخرج في ((الصحيحين)) من حديث هشام.
قال ابن هشام: (القصب) ها هنا: اللؤلؤ المجوف.
فصل
في ذكر من أسلم ثم ذكر متقدمي الإسلام
من الصحابة وغيرهم
روى ابن إسحاق عن إياس بن عُفيف عن أبيه عفيف – وكان عفيف أخا الأشعث بن قيس لأمه – أنه قال:
كنت امرءاُ تاجراً، فقدمت (منىً) أيام الحج، وكان العباس بن عبد المطلب امرءاً تاجراً، فأتيته أبتاع منه.
قال: فبينا نحن إذ خرج رجل من خباء، فقام يصلي تجاه الكعبة، ثم خرجت امرأة فقامت تصلي، وخرج غلام فقام يصلي معه.
فقلت: يا عباس! ما هذا الدين ؟! إن هذا الدين ما أدري ما هو؟!
فقال: هذا محمد بن عبد الله يزعم أن الله أرسله، وأن كنوز كسرى وقيصر ستفتح عليه، وهذه امرأته خديجة بنت خويلد آمنت به، وهذا الغلام ابن عمه علي بن أبي طالب آمن به.
قال عفيف: فليتني كنت آمنت يومئذٍ فكنت أكون رابعاً.
وفي رواية عنه قال:
إذ خرج رجل من خباء قريب منه، فنظر إلى الشمس، فلما رآها قد مالت قام يصلي ... ثم ذكر قيام خديجة وراءه.
وروى ابن جرير بسنده عن يحيى بن عفيف [عن عفيف] قال:
جئت زمن الجاهلية إلى (مكة)، فنزلت على العباس بن عبد المطلب، فلما طلعت الشمس، وحلقت في السماء – وأنا أنظر إلى الكعبة – أقبل شاب، فرمى ببصره إلى السماء، ثم استقبل الكعبة، فقام مستقبلها، فلم يلبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه، فلم يلبث حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب، فركع الغلام والمرأة، فرفع الشاب، فرفع الغلام والمرأة، فخر الشاب ساجداً، فسجدا معه.
فقلت: يا عباس! أمر عظيم! فقال: أمر عظيم؟! أتدري من هذا؟ فقلت: لا. فقال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب؛ ابن أخي . أتدري من الغلام؟ قلت: لا. قال: هذا علي بن أبي طالب- رضي الله عنه – أتدري من هذه المرأة التي خلفهما؟ قلت: لا. قالت: لا. قال: هذه خديجة بنت خويلد زوجة ابن أخي. وهذا حدثني أن ربك رب السماء والأرض أمره بهذا الذي تراهم عليه، وايم الله؛ ما أعلم على ظهر الأرض كلها أحداً على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.
وروى ابن جرير أيضاً عن ابن عباس قال:
أول من صلى عَلِيّ.
وعن جابر قال:
بُعث النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، وصلى عليٌُّ يوم الثلاثاء.
وعن زيد بن أرقم قال:
أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب.
قال: [عمرو بن مرة]: فذكرته للنخعي، فأنكره، وقال: أبو بكر أول من أسلم.
وقال آخرون: أول من أسلم هذه الأمة أبو بكر الصديق.
والجمع بين الأقوال كلها: إن خديجة أول من أسلمت من النساء- وظاهر السياقات- وقبل الرجال أيضاً.
وأول من أسلم من الموالي زيد بن حارثة.
وأول من أسلم من الغلمان علي بن أبي طالب؛ فإنه كان صغيراً دون البلوغ على المشهور، وهؤلاء كانوا إذ ذاك أهل البيت.
وأول من أسلم من الأحرار أبو بكر الصديق، وإسلامه كان أنفع من إسلام من تقدم ذكرهم؛ إذ كان صدراً معظماً، ورئيساً في قريش مكرماً، وصاحب مال، وداعية إلى الإسلام، وكان محبباً متألفاً، يبذل المال في طاعة الله ورسوله.
وقد ثبت في ((صحيح البخاري)) عن أبي الدرداء في حديث ما كان بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما من الخصومة، وفيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إن الله بعثني إليكم، فقلتم: كذبتَ. وقال أبو بكر: صدق. وواساني بنفسه وماله. فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟ (مرتين) )). فما أوذي بعدها.
وهذا كالنص على أنه أول من أسلم رضي الله عنه.
وقد روى الترمذي وابن حبان عن أبي سعيد قال:
قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه: ألست أحق الناس بها؟ ألست أول من أسلم؟ ألست صاحب كذا؟
وقد تقدم رواية ابن جرير عن زيد بن أرقم قال:
أول من أسلم علي بن أبي طالب.
قال عمرو بن مرة: فذكرته لإبراهيم النخعي، فأنكره، وقال: أول من أسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
وهذا هو المشهور عن جمهور أهل السنة.
وثبت في ((صحيح البخاري)) عن عمار بن ياسر قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد، وامرأتان، وأبو بكر.
وروى الإمام أحمد وابن ماجه عن ابن مسعود قال:
أول من أظهر الإسلام سبع: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد.
فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم؛ فأخذهم المشركون، فألبسوهم أدرع الحديد، وصهروهم في الشمس، فما منهم من أحد إلا وقد واتاهم على ما ارادوا؛ إلا بلالاً؛ فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه، فأخذوه، فأعطوه الولدان، فجعلوا يطوفون به في شعاب (مكة) وهو يقول: أحد أحد.
وثبت في ((صحيح مسلم)) من حديث أبي أمامة عن عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول ما بعث وهو بـ(مكة)، وهو حينئذ مستخف، فقلت: ما أنت؟ قال: ((أنا نبي)). فقلت: وما النبي؟ قال: ((رسول الله)). قلت: الله أرسلك؟ قال: ((نعم)). قلت: بم أرسلك؟ قال:
((أن تعبد الله وحده لا شريك له، وتكسر الأصنام، وتوصل الأرحام)).
قال: قلت: نِعْمَ ما أرسلت به، فمن تبعك على هذا؟
قال: ((حر وعبد)). يعني: أبا بكر وبلالاً.
قال: فكان عمرو يقول: لقد رأيتني وأنا ربع الإسلام.
قال: فأسلمت. قلت: فاتبعك يا رسول الله؟ قال: ((لا؛ ولكن الحقْ بقومك؛ فإذا أخبرت أني قد خرجت فاتبعني)).
ويقال: إن معنى قوله عليه السلام: ((حر وعبد)) اسم جنس، وتفسير ذلك بأبي بكر وبلال فقط فيه نظر؛ فإنه قد كان جماعة أسلموا قبل عمرو بن عبسة، وقد كان زيد بن حارثة أسلم قبل بلال أيضا، فلعله أخبر أنه ربع الإسلام بحسب علمه، فإن المؤمنين كانوا إذ ذاك يستسرون بإسلامهم، لا يطلع على أمرهم كثير أحد من قراباتهم، دع الأجانب، دع أهل البادية من الأعراب. والله أعلم.
وفي ((صحيح البخاري)) عن سعد بن أبي وقاص:
((ما أسلم أحد[إلا] في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام، وإني لثلث الإسلام)).
أما قوله: ((ما أسلم أحدٌ في اليوم الذي أسلمت فيه)) فسهل، ويروى: ((إلا في اليوم الذي أسلمت فيه))، وهو مشكل؛ إذ يقتضي أنه لم يسبقه أحد بالإسلام، وقد علم أن الصديق وعلياً وخديجة وزيد بن حارثة أسلموا قبله؛ كما قد حكى الإجماع على تقدم إسلام هؤلاء غير واحد؛ منهم ابن الأثير.
ونص أبو حنيفة رضي الله عنه على أن كلاً من هؤلاء أسلم قبل أبناء جنسه. والله أعلم.
وأما قوله: ((ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام)) فمشكل، وما أدري على ماذا يوضع عليه؟! إلا أن يكون أخبر بحسب ما علمه. والله أعلم.
وروى الطيالسي وأحمد والحسن بن عرفة عن ابن مسعود قال:
كنت غلاماً يافعاً أرعى غنماً لعقبة بن أبي معيط بـ(مكة)، فأتى عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وقد فرا قمن المشركين، فقال – أو : فقالا - : عندك يا غلام! لبن تسقينا؟ قلت: إني مؤتمن، ولست بساقيكما. فقال: هل عندك من جذعة لم ينزُ عليها الفحل بعد؟ قلت: نعم. فأتيتهما بها، فاعتقلها أبو بكر، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الضرع ودعا، فحفل الضرع، وأتاه أبو بكر بصخرة متقعرة فحلب فيها، ثم شرب هو وأبو بكر، ثم سقياني، ثم قال للضرع: اقلص. فقلص.
فلما كان بعد أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: علمني من هذا القول الطيب. يعني القرآن، فقال:
((إنك غلام معلّم)).
فأخذت من فيه سبعين سورة؛ ما ينازعني فيها أحد.
ويليه الجزءالحادي عشر
ما صحّ من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أيامه
وغزواته وسراياه والوفود إليه
للحافظ ابن كثير
بقلم
محمد ناصر الدين الألباني
(رحمه الله تعالى )
الطبعة الأولى
المكتبة الإسلامية
عمان – الأردن
الجزءالعاشر
فصل
في كيفية إتيان الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد تقدم كيفية ما جاءه جبريل في أول مرة ، وثاني مرة أيضاً.
وعن عائشة رضي الله عنها:
أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يا رسول الله! كيف يأتيك الوحي؟ فقال:
((أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده عليّ؛ فينفصم عني وقد وعيت ما قال، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً يكلمني؛ فأعي ما يقول)).
قالت عائشة رضي الله عنها:
ولقد رأيته صلى الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد؛ فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقاً.
أخرجاه في ((الصحيحين))، وأحمد.
وفي حديث الإفك قالت عائشة:
فوالله؛ ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البُرحاء، حتى إنه كان يتحدر منه مثل الجمان من العرق – وهو في يوم شاتٍ- من ثقل الوحي الذي أنزل عليه.
وفي ((صحيح مسلم)) وغيره عن عبادة بن الصامت قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي كرب لذلك ، وتربّد وجهه. (وفي رواية: وغمض عينيه، وكنا نعرف ذلك منه).
وفي ((الصحيحين)) حديث زيد بن ثابت حين نزلت: ﴿لا يستوي القاعدون من المؤمنين﴾ [النساء:95]، فلما شكى ابن أم مكتوم ضرارته نزلت: ﴿غير أولي الضرر﴾.
قال: وكانت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي، وأنا أكتب، فلما نزل الوحي كادت فخذه ترض فخذي.
وفي ((صحيح مسلم)) عن يعلى بن أمية قال: قال لي عمر:
أيسرك أن تنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوحى إليه؟ فرفع طرف الثوب عن وجهه وهو يوحى إليه بـ(الجعرانة)؛ فإذا هو محمر الوجه، وهو يغط كما يغط البكر.
وثبت في ((الصحيحين)) من حديث عائشة لما نزل الحجاب، وأن سودة خرجت بعد ذلك إلى (المناصع) ليلاً، فقال عمر: قد عرفناك يا سودة! فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألته وهو جالس يتعشى والعرق في يده، فأوحى الله إليه، [ثم يرفع عنه]، والعرق في يده [ما وضعه]، ثم رفع رأسه فقال:
((إنه قد أذن لكن أن تخرجتن لحاجتكن)).
فدل هذا على أنه لم يكن الوحي يغيب عنه إحساسه بالكلية ؛ بدليل أنه جالس، ولم يسقط العرق أيضاً من يده؛ صلوات الله وسلامه دائماً عليه.
وروى أبو يعلى عن الفلتان بن عاصم قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه، وكان إذا أُنزل عليه دام بصره وعيناه مفتوحة ، وفرغ سمعه وقلبه لما يأتيه من الله عز وجل، [فكنا نعرف ذلك منه].
وروى أحمد وأبو نعيم عن أسماء بنت يزيد قالت:
((إني لآخذة بزمام العضباء، ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نزلت عليه (المائدة) كلها، وكادت من ثقلها تدق عضد الناقة.
وروى أحمد أيضا عن عبد الله بن عمرو قال:
أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة (المائدة) وهو راكب على راحلته، فلم تستطع أن تحمله، فنزل عنها.
وروى ابن مردويه عن أم عمرو عن عمها:
أنه كان في مسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلت عليه سورة (المائدة)، فاندقّ عنق الراحلة من ثقلها.
وهذا غريب من هذا الوجه.
ثم قد ثقت في ((الصحيحين)) نزول سورة (الفتح) على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من الحديبية وهو على راحلته، فكان يكوت تارة وتارة، بحسب الحال، والله أعلم.
فصل
قال الله تعالى : ﴿لا تحرك به لسانه لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرآناه فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه﴾ [القيامة: 16-19].
وقال تعالى : ﴿ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يُقضى إليك وحيه وقل رب زدني علماً﴾ [طه: 114]
وكان هذا في الابتداء؛ كان عليه الصلاة والسلام من شدة حرصه على أخذه من املك ما يوحى إليه عن الله عز وجل يسابقه في التلاوة، فأمره الله تعالى أن ينصت لذلك حتى يفرغ من الوحي، وتكلف له أن يجمعه في صدره، وأن ييسر عليه تلاوته وتبليهن وأن يبينه له ويفسره ويوضحه، ويوقفه على المراد منه.
ولهذا قال: ﴿ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علماً﴾.
وقوله: ﴿لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه﴾؛ أي: في صدرك، ﴿وقرآنه﴾؛ أي: وتقرأه، ﴿فإذا قراناه﴾؛ أي: تلاه عليك الملَك، ﴿فاتبع قرآنه﴾؛ أي: فاستمع له وتدبره، ﴿ثم إن علينا بيانه﴾؛ وهو نظير قوله: ﴿وقل رب زدني علماً﴾.
وفي ((الصحيحين)) عن ابن عباس قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرك شفتيه، فأنزل الله : ﴿لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه﴾؛ قال: جمعه في صدرك ثم تقرأه، ﴿فإذا قرأناه فاتبع قرآنه﴾: فاستمع له وأنصت، ﴿ثم إن علينا بيانه﴾؛ قال: فكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله عز وجل.
فصل
@قال ابن إسحاق: ثم تتامّ الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مصدق بما جاء منه، وقد قبله بقبوله، وتحمل منه ما حمله على رضا العباد وسخطهم.
وللنبوة أثقال ومؤونة لا يحملها ولا يستضلع بها إلا أهل القوة والعزم من الرسل- بعون الله وتوفيقه – لما يلقون من الناس، وما يُردّ عليهم مما جاؤوا به عن الله عز وجل.
فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما أمر الله به على ما يلقى من قومه من الخلاف والأذى.
قال ابن إسحاق: وآمنت خديجة بنت خويلد وصدقت بما جاءه من الله، ووازرته على أمره، وكانت أول من آمن بالله ورسوله، وصدقت بما جاء منه.
فخفف الله بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يسمع شيئاً يكرهه – من رد عليه، وتكذيب له، فيحزنه ذلك – إلا فرج الله عنه بها؛ إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه ، وتصدقه وتهون عليه أمر الناس، رضي الله عنها وأرضاها.
قال: وحدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قصب؛ لا صخب فيه ولا نصب)).
وهذا الحديث مخرج في ((الصحيحين)) من حديث هشام.
قال ابن هشام: (القصب) ها هنا: اللؤلؤ المجوف.
فصل
في ذكر من أسلم ثم ذكر متقدمي الإسلام
من الصحابة وغيرهم
روى ابن إسحاق عن إياس بن عُفيف عن أبيه عفيف – وكان عفيف أخا الأشعث بن قيس لأمه – أنه قال:
كنت امرءاُ تاجراً، فقدمت (منىً) أيام الحج، وكان العباس بن عبد المطلب امرءاً تاجراً، فأتيته أبتاع منه.
قال: فبينا نحن إذ خرج رجل من خباء، فقام يصلي تجاه الكعبة، ثم خرجت امرأة فقامت تصلي، وخرج غلام فقام يصلي معه.
فقلت: يا عباس! ما هذا الدين ؟! إن هذا الدين ما أدري ما هو؟!
فقال: هذا محمد بن عبد الله يزعم أن الله أرسله، وأن كنوز كسرى وقيصر ستفتح عليه، وهذه امرأته خديجة بنت خويلد آمنت به، وهذا الغلام ابن عمه علي بن أبي طالب آمن به.
قال عفيف: فليتني كنت آمنت يومئذٍ فكنت أكون رابعاً.
وفي رواية عنه قال:
إذ خرج رجل من خباء قريب منه، فنظر إلى الشمس، فلما رآها قد مالت قام يصلي ... ثم ذكر قيام خديجة وراءه.
وروى ابن جرير بسنده عن يحيى بن عفيف [عن عفيف] قال:
جئت زمن الجاهلية إلى (مكة)، فنزلت على العباس بن عبد المطلب، فلما طلعت الشمس، وحلقت في السماء – وأنا أنظر إلى الكعبة – أقبل شاب، فرمى ببصره إلى السماء، ثم استقبل الكعبة، فقام مستقبلها، فلم يلبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه، فلم يلبث حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب، فركع الغلام والمرأة، فرفع الشاب، فرفع الغلام والمرأة، فخر الشاب ساجداً، فسجدا معه.
فقلت: يا عباس! أمر عظيم! فقال: أمر عظيم؟! أتدري من هذا؟ فقلت: لا. فقال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب؛ ابن أخي . أتدري من الغلام؟ قلت: لا. قال: هذا علي بن أبي طالب- رضي الله عنه – أتدري من هذه المرأة التي خلفهما؟ قلت: لا. قالت: لا. قال: هذه خديجة بنت خويلد زوجة ابن أخي. وهذا حدثني أن ربك رب السماء والأرض أمره بهذا الذي تراهم عليه، وايم الله؛ ما أعلم على ظهر الأرض كلها أحداً على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.
وروى ابن جرير أيضاً عن ابن عباس قال:
أول من صلى عَلِيّ.
وعن جابر قال:
بُعث النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، وصلى عليٌُّ يوم الثلاثاء.
وعن زيد بن أرقم قال:
أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب.
قال: [عمرو بن مرة]: فذكرته للنخعي، فأنكره، وقال: أبو بكر أول من أسلم.
وقال آخرون: أول من أسلم هذه الأمة أبو بكر الصديق.
والجمع بين الأقوال كلها: إن خديجة أول من أسلمت من النساء- وظاهر السياقات- وقبل الرجال أيضاً.
وأول من أسلم من الموالي زيد بن حارثة.
وأول من أسلم من الغلمان علي بن أبي طالب؛ فإنه كان صغيراً دون البلوغ على المشهور، وهؤلاء كانوا إذ ذاك أهل البيت.
وأول من أسلم من الأحرار أبو بكر الصديق، وإسلامه كان أنفع من إسلام من تقدم ذكرهم؛ إذ كان صدراً معظماً، ورئيساً في قريش مكرماً، وصاحب مال، وداعية إلى الإسلام، وكان محبباً متألفاً، يبذل المال في طاعة الله ورسوله.
وقد ثبت في ((صحيح البخاري)) عن أبي الدرداء في حديث ما كان بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما من الخصومة، وفيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إن الله بعثني إليكم، فقلتم: كذبتَ. وقال أبو بكر: صدق. وواساني بنفسه وماله. فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟ (مرتين) )). فما أوذي بعدها.
وهذا كالنص على أنه أول من أسلم رضي الله عنه.
وقد روى الترمذي وابن حبان عن أبي سعيد قال:
قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه: ألست أحق الناس بها؟ ألست أول من أسلم؟ ألست صاحب كذا؟
وقد تقدم رواية ابن جرير عن زيد بن أرقم قال:
أول من أسلم علي بن أبي طالب.
قال عمرو بن مرة: فذكرته لإبراهيم النخعي، فأنكره، وقال: أول من أسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
وهذا هو المشهور عن جمهور أهل السنة.
وثبت في ((صحيح البخاري)) عن عمار بن ياسر قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد، وامرأتان، وأبو بكر.
وروى الإمام أحمد وابن ماجه عن ابن مسعود قال:
أول من أظهر الإسلام سبع: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد.
فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم؛ فأخذهم المشركون، فألبسوهم أدرع الحديد، وصهروهم في الشمس، فما منهم من أحد إلا وقد واتاهم على ما ارادوا؛ إلا بلالاً؛ فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه، فأخذوه، فأعطوه الولدان، فجعلوا يطوفون به في شعاب (مكة) وهو يقول: أحد أحد.
وثبت في ((صحيح مسلم)) من حديث أبي أمامة عن عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول ما بعث وهو بـ(مكة)، وهو حينئذ مستخف، فقلت: ما أنت؟ قال: ((أنا نبي)). فقلت: وما النبي؟ قال: ((رسول الله)). قلت: الله أرسلك؟ قال: ((نعم)). قلت: بم أرسلك؟ قال:
((أن تعبد الله وحده لا شريك له، وتكسر الأصنام، وتوصل الأرحام)).
قال: قلت: نِعْمَ ما أرسلت به، فمن تبعك على هذا؟
قال: ((حر وعبد)). يعني: أبا بكر وبلالاً.
قال: فكان عمرو يقول: لقد رأيتني وأنا ربع الإسلام.
قال: فأسلمت. قلت: فاتبعك يا رسول الله؟ قال: ((لا؛ ولكن الحقْ بقومك؛ فإذا أخبرت أني قد خرجت فاتبعني)).
ويقال: إن معنى قوله عليه السلام: ((حر وعبد)) اسم جنس، وتفسير ذلك بأبي بكر وبلال فقط فيه نظر؛ فإنه قد كان جماعة أسلموا قبل عمرو بن عبسة، وقد كان زيد بن حارثة أسلم قبل بلال أيضا، فلعله أخبر أنه ربع الإسلام بحسب علمه، فإن المؤمنين كانوا إذ ذاك يستسرون بإسلامهم، لا يطلع على أمرهم كثير أحد من قراباتهم، دع الأجانب، دع أهل البادية من الأعراب. والله أعلم.
وفي ((صحيح البخاري)) عن سعد بن أبي وقاص:
((ما أسلم أحد[إلا] في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام، وإني لثلث الإسلام)).
أما قوله: ((ما أسلم أحدٌ في اليوم الذي أسلمت فيه)) فسهل، ويروى: ((إلا في اليوم الذي أسلمت فيه))، وهو مشكل؛ إذ يقتضي أنه لم يسبقه أحد بالإسلام، وقد علم أن الصديق وعلياً وخديجة وزيد بن حارثة أسلموا قبله؛ كما قد حكى الإجماع على تقدم إسلام هؤلاء غير واحد؛ منهم ابن الأثير.
ونص أبو حنيفة رضي الله عنه على أن كلاً من هؤلاء أسلم قبل أبناء جنسه. والله أعلم.
وأما قوله: ((ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام)) فمشكل، وما أدري على ماذا يوضع عليه؟! إلا أن يكون أخبر بحسب ما علمه. والله أعلم.
وروى الطيالسي وأحمد والحسن بن عرفة عن ابن مسعود قال:
كنت غلاماً يافعاً أرعى غنماً لعقبة بن أبي معيط بـ(مكة)، فأتى عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وقد فرا قمن المشركين، فقال – أو : فقالا - : عندك يا غلام! لبن تسقينا؟ قلت: إني مؤتمن، ولست بساقيكما. فقال: هل عندك من جذعة لم ينزُ عليها الفحل بعد؟ قلت: نعم. فأتيتهما بها، فاعتقلها أبو بكر، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الضرع ودعا، فحفل الضرع، وأتاه أبو بكر بصخرة متقعرة فحلب فيها، ثم شرب هو وأبو بكر، ثم سقياني، ثم قال للضرع: اقلص. فقلص.
فلما كان بعد أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: علمني من هذا القول الطيب. يعني القرآن، فقال:
((إنك غلام معلّم)).
فأخذت من فيه سبعين سورة؛ ما ينازعني فيها أحد.
ويليه الجزءالحادي عشر
محمدالفارس- امير مشرف
- عدد المساهمات : 335
نقاط : 5533
تاريخ التسجيل : 28/09/2011
العمر : 66
الموقع : العراق
مواضيع مماثلة
» صحيح السيرة النبوية الجزء الحادي عشر
» صحيح السيرة النبوية الجزء التاسع
» صحيح السيرة النبوية الجزء الثامن
» صحيح السيرة النبوية الجزء السابع
» صحيح السيرة النبوية الجزء الرابع
» صحيح السيرة النبوية الجزء التاسع
» صحيح السيرة النبوية الجزء الثامن
» صحيح السيرة النبوية الجزء السابع
» صحيح السيرة النبوية الجزء الرابع
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد أغسطس 25, 2024 6:14 am من طرف حسين يعقوب الحمداني
» لاصمت في الصمت ,للشاعر حسين يعقوب الحمداني
الإثنين يوليو 08, 2024 5:48 am من طرف حسين يعقوب الحمداني
» سيف الدولة الحمداني.. لمحات تاريخية وثقافية
الإثنين يوليو 01, 2024 3:20 pm من طرف حسين يعقوب الحمداني
» عودة جديدة
الإثنين فبراير 06, 2023 4:41 am من طرف محمدالفارس
» عشيرة البزون
السبت فبراير 06, 2021 1:17 am من طرف احمد البزوني
» طيف سما بغير موعد
الخميس أبريل 02, 2020 6:34 am من طرف حسين يعقوب الحمداني
» كاميرات مراقبة و أجهزة انذار شركة الانظمة المتكاملة
الثلاثاء أغسطس 04, 2015 8:32 pm من طرف isti
» دلال المغربي بقلم : توفيق خليل ( ابو ظريف ) 14 / 3 / 2015
السبت مارس 14, 2015 1:38 am من طرف توفيق الكردي
» اجمل واروع تلاوة للقرآن
الثلاثاء سبتمبر 23, 2014 3:15 pm من طرف محمدالفارس