امارة بني حمدان (عشائر البوحمدان )
اهلآ وسهلآ نورت منتدى امارة بني حمدان
تتمنى ادارة المنتدى ان تكون صديق دائم للمنتدى
تحياتي ادارة المنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

امارة بني حمدان (عشائر البوحمدان )
اهلآ وسهلآ نورت منتدى امارة بني حمدان
تتمنى ادارة المنتدى ان تكون صديق دائم للمنتدى
تحياتي ادارة المنتدى
امارة بني حمدان (عشائر البوحمدان )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» لوحه , حسين يعقوب الحمداني
صحيح السيرة النبوية الجزء الثامن Emptyالأحد أغسطس 25, 2024 6:14 am من طرف حسين يعقوب الحمداني

» لاصمت في الصمت ,للشاعر حسين يعقوب الحمداني
صحيح السيرة النبوية الجزء الثامن Emptyالإثنين يوليو 08, 2024 5:48 am من طرف حسين يعقوب الحمداني

» سيف الدولة الحمداني.. لمحات تاريخية وثقافية
صحيح السيرة النبوية الجزء الثامن Emptyالإثنين يوليو 01, 2024 3:20 pm من طرف حسين يعقوب الحمداني

» عودة جديدة
صحيح السيرة النبوية الجزء الثامن Emptyالإثنين فبراير 06, 2023 4:41 am من طرف محمدالفارس

» عشيرة البزون
صحيح السيرة النبوية الجزء الثامن Emptyالسبت فبراير 06, 2021 1:17 am من طرف احمد البزوني

» طيف سما بغير موعد
صحيح السيرة النبوية الجزء الثامن Emptyالخميس أبريل 02, 2020 6:34 am من طرف حسين يعقوب الحمداني

» كاميرات مراقبة و أجهزة انذار شركة الانظمة المتكاملة
صحيح السيرة النبوية الجزء الثامن Emptyالثلاثاء أغسطس 04, 2015 8:32 pm من طرف isti

» دلال المغربي بقلم : توفيق خليل ( ابو ظريف ) 14 / 3 / 2015
صحيح السيرة النبوية الجزء الثامن Emptyالسبت مارس 14, 2015 1:38 am من طرف توفيق الكردي

» اجمل واروع تلاوة للقرآن
صحيح السيرة النبوية الجزء الثامن Emptyالثلاثاء سبتمبر 23, 2014 3:15 pm من طرف محمدالفارس

تصويت
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 57 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 57 زائر

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 224 بتاريخ السبت نوفمبر 16, 2024 2:47 am

صحيح السيرة النبوية الجزء الثامن

اذهب الى الأسفل

صحيح السيرة النبوية الجزء الثامن Empty صحيح السيرة النبوية الجزء الثامن

مُساهمة من طرف محمدالفارس الثلاثاء فبراير 26, 2013 2:43 am


صحيح السيرة النبوية
ما صحّ من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر ‏أيامه
وغزواته وسراياه والوفود إليه
للحافظ ابن كثير

بقلم ‏
محمد ناصر الدين الألباني
‏(رحمه الله تعالى )‏

الطبعة الأولى ‏
المكتبة الإسلامية
عمان – الأردن
الجزءالثامن
باب في هواتف الجن ‏

وهو ما ألقته الجان على ألسنه الكهان ومسموعاً من الأوثان
روى البخاري عن عبد الله بن عمر قال:‏
ما سمعت عمر يقول لشيء قط: إني لأظنه [كذا]. إلا كان كما يظن.‏
بينما عمر جالس إذ مر به رجل جميل، فقال: لقد أخطأ ظني، أو أن هذا على ‏دينه في الجاهلية، أو لقد كان كاهنهم، عليّ الرجل.‏
فدعي به، فقال له ذلك. فقال: ما رأيت كاليوم استقبل به رجل مسلم!‏
قال: فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني. قال: كنت كاهنهم في الجاهلية قال: فما ‏أعجب ما جاءتك به جنيتك؟
قال: بينما أنا في السوق يوماً؛ جاءتني أعرف فيها الفزع، فقالت:‏
ألم تر الجن وإبلاسها، وبأسها من بعد إنكاسها، ولحوقها بالقلاص وأحلاسها؟
قال عمر: صدق، بينا أنا عند آلهتهم جاء رجل بعجل فذبحه، فصرخ به صارخ ‏لم أسمع صارخاً قط أشد صوتاً منه يقول: يا جليح! أمر نجيح، رجل فصيح ‏يقول: لا إله إلا الله. فوثب القوم، قلت: لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا. ثم ‏نادى: يا جليح! أمر نجيح، رجل فصيح يقول: لا إله إلا الله. فقمت، فما نشبنا ‏أن قيل: هذا نبي.‏
وهذا الرجل هو سواد بن قارب الأزدي، ويقال: الدوسي من أهل السراة جبال ‏‏(البلقاء)، له صحبة ووفادة.‏
وروى الحافظ أبو نعيم عن جابر بن عبد الله قال:‏
إن أول خبر كان بالمدينة بمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأة بالمدينة ‏كان لها تابع من الجن، فجاء في صورة طائر أبيض، وقع على حائط لهم، ‏فقالت له: ألا تنزل إلينا فتحدثنا ونحدثك، وتخبرنا ونخبرك؟ فقال لها: إنه قد ‏بعث نبي بمكة حرم الزنا، ومنع منا القرار.‏


باب كيفية بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر أول شيء ‏أنزل عليه من القرآن العظيم
كان ذلك وله صلى الله عليه وسلم من العمر أربعون سنة.‏
روى البخارى عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:‏
أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في ‏النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح.‏
ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار (حراء) ، فيتحنث فيه – وهو التعبد – ‏الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، ‏فيتزود ، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء.‏
فجاءه الملك فقال: اقرأ. قال: ((ما أنا بقارئ)). قال: ((فأخذني فغطني حتى ‏بلغ مني الجَهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني ‏الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. ‏خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا ‏لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق: 1-5])).‏
فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت ‏خويلد فقال: ((زملوني زملوني)). فزمّلوه حتى ذهب عنه الروع.‏
فقال لخديجة – وأخبرها الخبر- : ((لقد خشيت على نفسي)).‏
فقالت خديجة : كلا؛ [أبشر]؛ فوالله لا يخزيك الله أبداً؛ إنك لتصل الرحم، ‏‏[وتصدق الحديث]، وتقري الضيف، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على ‏نوائب الحق.‏
فانطلقت به خديجة حتى أتت على ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم ‏خديجة [أخي أبيها]، وكان امرءاً قد تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب ‏العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن كتب، وكان شيخاً كبيراً قد ‏عمي.‏
فقالت له خديجة: يا ابن عم! اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يا ابن أخي! ‏ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقال له ورقة: ‏هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى، يا ليتني في جذعاًن ليتني أكون حيّاً ‏إذ يخرجك قومك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :‏
‏((أو مخرجيّ هم ؟!)).‏
فقال: نعم؛ لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عُودي، وإن يدركني يومك أنصرك ‏نصراً مؤزراً.‏
ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي فترة؛ حتى حزن رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم – فيما بلغنا – حزنا غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوسق شواهق الجبال، ‏فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه تبدى له جبريل، فقال: يا محمد! إنك ‏رسول الله حقاً، فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه فيرجع، فإذا طالت عليه فترة ‏الوحي غدا لمثل ذلك، قال: فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل، فقال له مثل ‏ذلك.‏
هكذا وقع مطولاً في (باب التعبير) من ((البخاري)).‏
قال جابر بن عبد الله الأنصاري – وهو يحدث عن فترة الوحي، فقال في حديثه ‏‏- :‏
‏((بينما أنا أمشي إذ سمعت صوتاً من السماء، فرفعت بصري؛ فإذا الملك الذي ‏جاءني بـ(حراء) جالس على كرسي بين السماء والأرض، فرعبت منه، فرجعت، ‏فقلت: زملوني زملوني. فأنزل الله : ﴿يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ. وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ. ‏وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ. وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾[المدثر: 1-5] – فحمي الوحي وتتابع)).‏
رواه البخاري رحمه الله في كتابه في مواضع منه، وتكلمنا عليه مطولاً في أول ‏‏((شرح البخاري)) في (كتاب بدء الوحي) إسناداً ومتناً، ولله الحمد والمنة.‏
وأخرجه مسلم في ((صحيحه))، وانتهى سياقه إلى قول ورقة: ((أنصرك نصراً ‏مؤزراً)).‏
فقول أم المؤمنين عائشة: ((أول ما بدئ به من الوحي الرؤيا الصادقة، فكان لا ‏يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح)) يقوي ما ذكره محمد بن إسحاق عن عبيد ‏بن عمير الليثي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:‏
‏((فجاءني جبريل وأنا نائم بنمط من ديباج في كتاب، فقال: اقرأ. فقلت: ما ‏أقرأ. فغتّني حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني)).‏
وذكر نحو حديث عائشة سواء.‏
فكان هذا كالتوطئة لما يأتي بعده من اليقظة، وقد جاء مصرحاً بهذا في ((مغازي ‏موسى بن عقبة)) عن الزهري أنه رأى ذلك في المنام، ثم جاءه الملك في اليقظة.‏
وروى أبو نعيم في ((الدلائل)) بسنده عن علقمة بن قيس قال:‏
‏((إن أول ما يؤتى به الأنبياء في المنام حتى تهدأ قلوبهم، ثم ينزل الوحي بعد)).‏
قال أبو شامة: وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى عجائب قبل ‏بعثته.‏
فمن ذلك ما في ((صحيح مسلم)) عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم :‏
‏(مسلم 7/58/59)‏
‏(( إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أُبعث، إني لأعرفه الآن)).‏
انتهى كلامه.‏
وإنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الخلاء والانفراد عن قومه؛ لما ‏يراهم عليه من الضلال المبين من عبادة الأوثان والسجود للأصنام، وقويت محبته ‏للخلوة عند مقاربة إيحاء الله إليه، صلوات الله وسلامه عليه.‏
وقوله في الحديث: ((والتحنث: التعبد)) تفسير بالمعنى، وإلا فحقيقة التحنث: ‏من حيث البنية – فيما قاله السهيلي- : الدخول في الحنث. ولكن سمعت ‏ألافظ قليلة في اللغة معناها: الخروج من ذلك الشيء؛ كتحنث، أي: خرج من ‏الحنث، وتحوب، وتحرج وتأثم. وتهجد: هو ترك الهجود وهو النوم للصلاة، ‏وتنجس وتقذر. أوردها أبو شامة.‏

قال ابن هشام: والعرب تقول: التحنيث والتحنف. يبدلون الفاء من الثاء، كما ‏قالوا: جدّف وجدث، كما قال رؤبة:‏
لو كان أحجاري من الاجداف.‏
يريد: الأجداث.‏
قال: وحدثني أبو عبيدة: أن العرب تقول: (فُمّ) في موضع (ثُمّ).‏
قلت: ومن ذلك قول بعض المفسرين : ﴿وفومها﴾ أن المراد: ثومها.‏
وقوله: ((حتى فجأه الحق وهو بغار حراء))؛ أي: جاء بغتة على غير موعد؛ كما ‏قال تعالى : ﴿وما كنت ترجوا أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ‏ربك﴾الآية[النمل:86].‏
وقد كان نزول هذه السورة الكريمة وهي: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ ‏الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ ‏يَعْلَمْ﴾ [العلق: 1-5] – وهي أول ما نزل من القرآن؛ كما قررنا ذلك في ‏‏((التفسير))، وكما سيأتي أيضاً – في يوم الاثنين؛ كما ثبت في ((صحيح ‏مسلم)) عن أبي قتادة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم ‏الاثنين؟ فقال:‏
‏((ذاك يوم ولدت فيه، ويوم أنزل عليّ فيه)).‏
وقال ابن عباس:‏
ولد نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، ونُبّي يوم الاثنين.‏
وهذا ما خلاف فيه.‏
والمشهور أنه بعث عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان؛ كما نص على ذلك ‏عبيد بن عمير ومحمد بن إسحاق وغيرهما، واستدل ابن إسحاق على ذلك بقوله ‏تعالى : ﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس﴾ [البقرة: 185].‏
وروى الإمام أحمد عن واثلة بن الأسقع: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏قال:‏
‏((أُنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين ‏من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع ‏وعشرين خلت من رمضان)).‏
وروى ابن مردويه في ((تفسيره)) عن جابر بن عبد الله مرفوعاً نحوه.‏
ولهذا ذهب جماعة من الصحابة والتابعين إلى أن ليلة القدر ليلة أربع وعشرين.‏
وأما قول جبريل: ((اقرأ))، فقال: ((ما أنا بقارئ))؛ فالصحيح أن قوله: ((ما ‏أنا بقارئ)) نفي؛ أي : لست ممن يحسن القراءة، ووممن رجحه انووي، وقبله ‏الشيخ أبو شامة.‏
ومن قال: إنها استفهامية. فقوله بعيد؛ لأن الباء لا تزاد في الإثبات.‏
وقوله: ((حتى بلغ مني الجهد)): يُروى بضم الجيم وفتحها وبالنصب وبالرفع، ‏وفعل به ثلاثاً، قال الخطابي:‏
‏((وإنما فعل ذلك به ليبلوا صبره، ويحسن تأديبه، فيرتاض لاحتمال ما كلفه به ‏من أعباء النبوة، ولذلك كان يعتريه مثل حال المحموم، وتأخذه (الرحضاء)؛ أي: ‏البهر والعرق)).‏

وقال غيره: إنما فعل ذلك لأمور: منها أن يستيقظ لعظمة ما يلقى إليه بعد هذا ‏الصنيع المشق على النفوس؛ كما قال تعالى : ﴿إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً﴾ ‏‏[المزمل: 5]، ولهذا كان عليه الصلاة والسلام إذا جاءه الوحي يحمر وجهه، ‏ويغط كما يغط البكر من الإبل، ويتفصد جبينه عرقاً في اليوم الشديد البرد.‏
وقوله: ((فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خديجة يردف فؤاده))، ‏وفي رواية: ((بوادره)): جمع بادرة؛ قال أبو عبيدة: وهي لحمة بن المنكب والعنق. ‏وقال غيره: هي عروق تضطرب عند الفزع .‏
وقوله: ((لقد خشيت على نفسي))، وذلك لأنه شاهد أمراً لم يعهده قبل ذلك، ‏ولا كان في خلده، ولهذا قالت خديجة: كلا؛ أبشر والله؛ لا يخزيك الله أبداً. ‏قيل: من الخزي، وقيل: من الحزن، وهذا لعلمها بما أجرى الله به جميل العوائد في ‏خلقه؛ أن من كان متصفاً بصفات الخير لا يخزى في الدنيا ولا في الآخرة.‏
ثم ذكرت له من صفاته الجليلة ما كان من سجاياه الحسنة. فقالت: ((إنك ‏لتصل الرحم، وتصدق الحديث)). وقد كان مشهوراً بذلك صلوات الله وسلامه ‏عليه عند الموافق والمفارق.‏

‏((وتحمل الكل))؛ أي: عن غيرك، تعطي صاحب العيلة ما يريحه من ثقل مؤونة ‏عياله.‏
‏((وتكسب المعدوم)) ؛ أي: تسبق إلى فعل الخير، فتبادر إلى إعطاء الفقير، ‏فتكسب حسنته قبل غيرك، ويسمى الفقير معدوماً ؛ لأن حياته ناقصة، فوجوده ‏وعدمه سواء؛ كما قال بعضهم:‏
ليس من مات فاستراح بميت إن الميت ميت الأحياء
واختار شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي أن المراد بـ(المعدوم) ههنا: المال المعطى؛ ‏أي: يعطي المال لمن هو عادمه.‏
ومن قال: إن المراد أنك تكسب باتجارك المال المعدوم، أو النفيس القليل النظير؛ ‏فقد أبعد النجعة، وأغرق في النزع، وتكلف ما ليس له علم، فإن مثل هذا لا ‏يمدح به غالباً، وقد ضعف هذا القول عياض والنووي وغيرهما. والله أعلم.‏
‏((وتقري الضيف))؛ أي: تكرمه في تقديم قراه، وإحسان مأواه.‏
‏((وتعين على نوائب الحق))، ويروى ((الخير))؛ أي: إذا وقعت نائبة لأحد في ‏خير أعنت فيها، وقمت مع صاحبها حتى يجد سداداً من عيش، أو قواماً من ‏عيش.‏
وقول ورقة: ((يا ليتني فيها جذَعاً))؛ أي: يا ليتني أكون اليوم شاباً متمكناً من ‏الإيمان والعلم النافع والعمل الصالح.‏
‏((يا ليتني أكون حياً حين يخرجك قومك))؛ يعني: حتى أخرج معك وأنصرك.‏

‏((نصراً مؤزراً)؛ أي: أنصرك نصراً عزيزاً أبداً.‏
وقوله: ((ثم لم ينشب ورقة أن توفي))؛ أي: توفي بعد هذه القصة بقليل، رحمه ‏الله ورضي عنه، فإن مثل هذا الذي صدر عنه تصديق بما وُجد ، وإيمان بما ‏حصل من الوحي، ونية صالحة للمستقبل.‏
وقد روى الإمام أحمد عن ابن لهيعة: حدثني أبو الاسود عن عروة عن عائشة: أن ‏خديجة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ورقة بن نوفل؟ فقال:‏
‏((قد رأيته؛ فرأيت عليه ثياب بياض، فأحسبه لو كان من أهل النار لم يكن ‏عليه ثياب بياض)).‏
وهذا إسناد حسن؛ لكن رواه الزهري وهشام عن عروة مرسلاً. فالله أعلم.‏
وروى الحافظ أبو يعلى عن مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله:‏

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ورقة بن نوفل؟ فقال:‏
‏((قد رأيته؛ فرايت عليه ثياب بياض، أبصرته في بطنان الجنة وعليه السندس)).‏
وسئل عن زيد بن عمرو بن نفيل؟ فقال:‏
‏((يبعث يوم القيامة أمة وحده)).‏
وسئل عن أبي طالب؟ فقال:‏
‏((أخرجته من غمرة من جهنم إلى ضحضاح منها)).‏
وسئل عن خديجة؛ لأنها ماتت قبل الفرائض وأحكام القرآن؟ فقال:‏
‏((أبصرتها على نهر في الجنة في بيت من قصب؛ لا صخب فيه ولا نصب)).‏
إسناده حسن، ولبعضه شواهد في ((الصحيح)). والله أعلم.‏
وروى البزار وابن عساكر عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏
‏(( لا تسبوا ورقة؛ فإني رأيت له جنة أو جنتين)).‏
وهذا إسناد جيد، وروي مرسلاً، وهو أشبه.‏

وروى البيهقي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:‏
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، فخرج في بعض نواحيها، فما ‏استقبله شجر ولا جبل إلا قال : السلام عليك يا رسول الله!‏
وفي رواية:‏
لقد رأيتني أدخل معه الوادي، فلا يمر بحجر ولا شجر إلا قال : السلام عليكم ‏يا رسول الله! وأنا أسمعه.‏
ومضى قريباً حديث مسلم:‏
‏((إني لأعرف بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن)).‏
ويليه الجزءالتاسع
محمدالفارس
محمدالفارس
امير مشرف
امير مشرف

عدد المساهمات : 335
نقاط : 5533
تاريخ التسجيل : 28/09/2011
العمر : 66
الموقع : العراق

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى