بحـث
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 7 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 7 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 224 بتاريخ السبت نوفمبر 16, 2024 2:47 am
صحيح السيرة النبوية الجزءالثامن عشر
صفحة 1 من اصل 1
صحيح السيرة النبوية الجزءالثامن عشر
صحيح السيرة النبوية
ما صحّ من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أيامه
وغزواته وسراياه والوفود إليه
للحافظ ابن كثير
بقلم
محمد ناصر الدين الألباني
(رحمه الله تعالى )
الطبعة الأولى
المكتبة الإسلامية
عمان – الأردن
الجزءالثامن عشر
ذكر عزم الصديق على الهجرة إلى أرض الحبشة
@قال ابن إسحاق: وقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه – كما حدثني محمد بن مسلم الزهري عن عروة عن عائشة – حين ضاقت عليه (مكة)، وأصابه فيها الأذى، ورأى من تظاهر قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ما رأى ؛ استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة؛ فأذن له.
فخرج أبو بكر رضي الله عنه مهاجراً؛ حتى إذا سار من (مكة) يوماً أو يومين لقيه ابن الدّغنة – أخو بني الحارث بن يزيد؛ أحد بني بكر بن عبد مناة بن كنانة – وهو يومئذ سيد الأحابيش.
[قال ابن إسحاق: و(الأحابيش): بنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة، والهون بن خزيمة بن مدركة، وبنو المصطلق من خزاعة.
@قال ابن هشام: تحالفوا جميعاً، فسموا الأحابيش؛ لأنهم تحالفوا بوادٍ يقال له : (الأحبش) بأسفل (مكة) للحلف].
فقال: [ابن الدغنة]: إلى أين يا أبا بكر؟
قال: أخرجني قومي، وآذوني، وضيّقوا علي.
قال: ولم؟ والله؛ إنك لتزين العشيرة، وتعين على النوائب، وتفعل المعروف، وتُكسب المعدوم، ارجع فإنك في جواري.
فرجع معه، حتى إذا دخل (مكة) قام معه ابن الدّغنة فقال: يا معشر قريش! إني قد أجرت ابن أبي قحافة، فلا يعرض له أحد إلا بخير.
قال: فكفوا عنه.
قالت: وكان لأبي بكر مسجد عند باب داره في بني جمح، فكان يصلي فيه، وكان رجلاً رقيقاً؛ إذا قرأ القرآن استبكى.
قالت: فيقف عليه الصبيان والعبيد والنساء؛ يعجبون لما يرون من هيئته.
قال: فمشى رجال من قريش إلى ابن الدّغنة، فقالوا: يا ابن الدغنة! إنك لم تجر هذا الرجل ليؤذينا ! إنه رجل إذا صلى وقرأ يرقّ وكانت له هيئة، ونحن نتخوف على صبياننا ونسائنا وضعفائنا أن يفتنهم، فأته فمره أن يدخل بيته فيصنع فيه ما شاء.
قالت: فمشى ابن الدغنة إليه فقال: يا أبا بكر! إني لم أجرك لتؤذي قومك، وقد كرهوا مكانك الذي أنت به، وتأذوا بذلك منك، فادخل بيتك فاصنع فيه ما أحببت.
قال: أو أرد عليك جوارك، وأرضى بجوار الله .
قال: فاردد عليّ جواريّ. قال: قد رددته عليك.
قال: فقام ابن الدّغنة فقال: يا معشر قريش! إن ابن أبي قحافة قد ردّ علي حواري، فشأنكم بصاحبكم.
وقد روى الإمام البخاري هذا الحديث منفرداً به، وفيه زيادة حسنة،
أخرجه عن عقيل : قال ابن شهاب: فأخبرني عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار: بكرة وعشية، فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجراً نحو أرض الحبشة، حتى إذا بلغ (برك الغماد) لقيه ابن الدعنة، وهو سيد (القارة)، فقال: أين تريد يا أبا بكر؟
فقال أبو بكر: أخرجني قومي، فأريد أن أسيح في الارض فأعبد ربي.
فقال ابن الدغنة: فان مثلك يا أبا بكر! لا يخرج ولا يخرج مثله، إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، وأنا لك جار، فارجع فاعبد ربك ببلدك.
فرجع وارتحل معه ابن الدغنة، وطاف ابن الدغنة في أشراف قريش، فقال لهم: إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكل، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق؟!
فلم يكذب قريش بجوار ابن الدغنة وقالوا: لابن الدغنة: مر أبا بكر فليعبد ربه في داره، وليصل فيها ويقرأما شاء، ولا يؤذينا بذلك، ولا يستعلن به، فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا.
فقال ابن الدغنة ذلك لأبي بكر.
فلبث أبو بكر بذلك يعبد ربه في داره، ولا يستعلن بصلاته، ولا يقرأ في غير داره.
ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره، وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فينقذف [عليه] نساء المشركين وأبناؤهم ؛ يعجبون منه وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلاً بكاءً لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن.
فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين، فارسلوا إلى ابن الدغنة، فقدم عليهم، فقالوا: إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره، فقد جاوز ذلك، فابتنى مسجداً بفناء داره، فأعلن في الصلاة والقراءة فيه، وإنا قد خشينا أن يفتتن أبناؤنا ونساؤنا، فانْهَهُ، فإن أحب على أن يقتصر أن يعبد ربه في داره فعل، وإن أبى إلا أن يعلن ذلك؛ فسله أن يرد عليك ذمتك، فانا قد كرهنا نخفرك، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان.
قالت عائشة: فاتى ابن الدغنة إلى أبي بكر فقال: قد علمت الذي قد عاقدتك عليه، فإما أن تقتصر على ذلك، وإما أن ترد إليّ ذمتي، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له.
فقال أبو بكر: فإني أرد عليك جوارك، وأرضى بجوار الله عز وجل.
ثم ذكر تمام الحديث في هجرة أبي بكر رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كما سيأتي مبسوطاً.
ويليه الجزء التاسع عشر
ما صحّ من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أيامه
وغزواته وسراياه والوفود إليه
للحافظ ابن كثير
بقلم
محمد ناصر الدين الألباني
(رحمه الله تعالى )
الطبعة الأولى
المكتبة الإسلامية
عمان – الأردن
الجزءالثامن عشر
ذكر عزم الصديق على الهجرة إلى أرض الحبشة
@قال ابن إسحاق: وقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه – كما حدثني محمد بن مسلم الزهري عن عروة عن عائشة – حين ضاقت عليه (مكة)، وأصابه فيها الأذى، ورأى من تظاهر قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ما رأى ؛ استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة؛ فأذن له.
فخرج أبو بكر رضي الله عنه مهاجراً؛ حتى إذا سار من (مكة) يوماً أو يومين لقيه ابن الدّغنة – أخو بني الحارث بن يزيد؛ أحد بني بكر بن عبد مناة بن كنانة – وهو يومئذ سيد الأحابيش.
[قال ابن إسحاق: و(الأحابيش): بنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة، والهون بن خزيمة بن مدركة، وبنو المصطلق من خزاعة.
@قال ابن هشام: تحالفوا جميعاً، فسموا الأحابيش؛ لأنهم تحالفوا بوادٍ يقال له : (الأحبش) بأسفل (مكة) للحلف].
فقال: [ابن الدغنة]: إلى أين يا أبا بكر؟
قال: أخرجني قومي، وآذوني، وضيّقوا علي.
قال: ولم؟ والله؛ إنك لتزين العشيرة، وتعين على النوائب، وتفعل المعروف، وتُكسب المعدوم، ارجع فإنك في جواري.
فرجع معه، حتى إذا دخل (مكة) قام معه ابن الدّغنة فقال: يا معشر قريش! إني قد أجرت ابن أبي قحافة، فلا يعرض له أحد إلا بخير.
قال: فكفوا عنه.
قالت: وكان لأبي بكر مسجد عند باب داره في بني جمح، فكان يصلي فيه، وكان رجلاً رقيقاً؛ إذا قرأ القرآن استبكى.
قالت: فيقف عليه الصبيان والعبيد والنساء؛ يعجبون لما يرون من هيئته.
قال: فمشى رجال من قريش إلى ابن الدّغنة، فقالوا: يا ابن الدغنة! إنك لم تجر هذا الرجل ليؤذينا ! إنه رجل إذا صلى وقرأ يرقّ وكانت له هيئة، ونحن نتخوف على صبياننا ونسائنا وضعفائنا أن يفتنهم، فأته فمره أن يدخل بيته فيصنع فيه ما شاء.
قالت: فمشى ابن الدغنة إليه فقال: يا أبا بكر! إني لم أجرك لتؤذي قومك، وقد كرهوا مكانك الذي أنت به، وتأذوا بذلك منك، فادخل بيتك فاصنع فيه ما أحببت.
قال: أو أرد عليك جوارك، وأرضى بجوار الله .
قال: فاردد عليّ جواريّ. قال: قد رددته عليك.
قال: فقام ابن الدّغنة فقال: يا معشر قريش! إن ابن أبي قحافة قد ردّ علي حواري، فشأنكم بصاحبكم.
وقد روى الإمام البخاري هذا الحديث منفرداً به، وفيه زيادة حسنة،
أخرجه عن عقيل : قال ابن شهاب: فأخبرني عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار: بكرة وعشية، فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجراً نحو أرض الحبشة، حتى إذا بلغ (برك الغماد) لقيه ابن الدعنة، وهو سيد (القارة)، فقال: أين تريد يا أبا بكر؟
فقال أبو بكر: أخرجني قومي، فأريد أن أسيح في الارض فأعبد ربي.
فقال ابن الدغنة: فان مثلك يا أبا بكر! لا يخرج ولا يخرج مثله، إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، وأنا لك جار، فارجع فاعبد ربك ببلدك.
فرجع وارتحل معه ابن الدغنة، وطاف ابن الدغنة في أشراف قريش، فقال لهم: إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكل، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق؟!
فلم يكذب قريش بجوار ابن الدغنة وقالوا: لابن الدغنة: مر أبا بكر فليعبد ربه في داره، وليصل فيها ويقرأما شاء، ولا يؤذينا بذلك، ولا يستعلن به، فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا.
فقال ابن الدغنة ذلك لأبي بكر.
فلبث أبو بكر بذلك يعبد ربه في داره، ولا يستعلن بصلاته، ولا يقرأ في غير داره.
ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره، وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فينقذف [عليه] نساء المشركين وأبناؤهم ؛ يعجبون منه وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلاً بكاءً لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن.
فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين، فارسلوا إلى ابن الدغنة، فقدم عليهم، فقالوا: إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره، فقد جاوز ذلك، فابتنى مسجداً بفناء داره، فأعلن في الصلاة والقراءة فيه، وإنا قد خشينا أن يفتتن أبناؤنا ونساؤنا، فانْهَهُ، فإن أحب على أن يقتصر أن يعبد ربه في داره فعل، وإن أبى إلا أن يعلن ذلك؛ فسله أن يرد عليك ذمتك، فانا قد كرهنا نخفرك، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان.
قالت عائشة: فاتى ابن الدغنة إلى أبي بكر فقال: قد علمت الذي قد عاقدتك عليه، فإما أن تقتصر على ذلك، وإما أن ترد إليّ ذمتي، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له.
فقال أبو بكر: فإني أرد عليك جوارك، وأرضى بجوار الله عز وجل.
ثم ذكر تمام الحديث في هجرة أبي بكر رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كما سيأتي مبسوطاً.
ويليه الجزء التاسع عشر
محمدالفارس- امير مشرف
- عدد المساهمات : 335
نقاط : 5530
تاريخ التسجيل : 28/09/2011
العمر : 66
الموقع : العراق
مواضيع مماثلة
» صحيح السيرة النبوية الجزءالاخير
» صحيح السيرة النبوية الجزءالتاسع عشر
» صحيح السيرة النبوية الجزءالسابع عشر
» صحيح السيرة النبوية الجزء الخامس
» صحيح السيرة النبوية الجزء السادس
» صحيح السيرة النبوية الجزءالتاسع عشر
» صحيح السيرة النبوية الجزءالسابع عشر
» صحيح السيرة النبوية الجزء الخامس
» صحيح السيرة النبوية الجزء السادس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد أغسطس 25, 2024 6:14 am من طرف حسين يعقوب الحمداني
» لاصمت في الصمت ,للشاعر حسين يعقوب الحمداني
الإثنين يوليو 08, 2024 5:48 am من طرف حسين يعقوب الحمداني
» سيف الدولة الحمداني.. لمحات تاريخية وثقافية
الإثنين يوليو 01, 2024 3:20 pm من طرف حسين يعقوب الحمداني
» عودة جديدة
الإثنين فبراير 06, 2023 4:41 am من طرف محمدالفارس
» عشيرة البزون
السبت فبراير 06, 2021 1:17 am من طرف احمد البزوني
» طيف سما بغير موعد
الخميس أبريل 02, 2020 6:34 am من طرف حسين يعقوب الحمداني
» كاميرات مراقبة و أجهزة انذار شركة الانظمة المتكاملة
الثلاثاء أغسطس 04, 2015 8:32 pm من طرف isti
» دلال المغربي بقلم : توفيق خليل ( ابو ظريف ) 14 / 3 / 2015
السبت مارس 14, 2015 1:38 am من طرف توفيق الكردي
» اجمل واروع تلاوة للقرآن
الثلاثاء سبتمبر 23, 2014 3:15 pm من طرف محمدالفارس