بحـث
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 32 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 32 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 224 بتاريخ السبت نوفمبر 16, 2024 2:47 am
الجدار الذي لا يقهر
صفحة 1 من اصل 1
الجدار الذي لا يقهر
اللبنات
في الحقيقة ما اردت أن التحدث عنه اليوم ليس عن طرق البناء القديمة "الكلاسيكية" ، ولا عن طرق تصنيع اللبِنة ، لكن الذي دفعني لكتابة هذا المقال هو الحنين إلى الماضي الذي عاشه أجدادنا ، إلى بساطة الأجداد وحياتهم ، وإلى القيم والحب وأخلاقيات مجتمعنا التي كادت تنفقد بين الكثير من اناس اليوم ، إلى التعاون والاحترام المتبادلين بين أبناء العمومة والأقارب عامة ، والانسانية جمعاء ، وإيماناً مني بالتقارب المبني على الأصول والقيم والثوابت الإنسانية والدينية والاجتماعية والحضارية ... ونحو روابط قوية ومتينة تشق طريقها نحو فضاء شاسع ينير للجيل الصاعد طريقهم نحو جادة الصواب ، مبتعدين عن الخلافات التي قد تسبب شرخاً يصعب سده عبر الأجيال وأول الأمور التي أحببت الاشارة إليها والتي كانت ولازالت سبباً رئيسياً في التفرقة بين وحدات المجتمع هي طغيان المال الذي جعل أحدهم يتكبر على الآخر ضناً منه أنه أصبح أعلى من غيره وعلى قدر من الأهمية ، أما حاجته للناس فقد انعدمت ، فقد اصبحوا هم بحاجته ويطلبون رضاه ، فهؤلاء وأمثالهم حالتهم هي حالة من سكر (سكر المال) متى افاقوا منه شعروا بخطورة مواقفهم تجاه الآخرين ، الذين لا يحسبون لهم حساب ولا يكلون لهم كيلا ، في حين لو نظرنا إلى الطرف الآخر لأدركنا النقيض من ذلك ، من قدر المسؤولية والثقة العالية بالنفس ، وعزة النفس التي افتقدها الكثير ممن يطبلون ويزمرون بالعفة وعزة النفس ، في حين نجد أن فقراء الأمة لديهم من العزة بالنفس أكثر بكثير من أغنيائها ، ودناءة النفس صفة حقيرة جداً ، فصاحب هذه الصفة يكون ممقوتاً ، بعيداً كل البعد عن الوقار ، وهذا نبدئها من مجالستك مع الناس في الأكل حتى أعلى مرتبة فعزيز النفس لا يتعدى على الآخرين ولا يلبس ثوباً ليس له وقد يترك شيئاً له لعزة نفسه ، وعزيز النفس صاحب موقف إذا دعته الضرورة لذلك ، واصحاب هذه الصفاة لديهم من الأحاسيس والمشاعر المرهفة والقيم والأخلاق العالية ... وعزة النفس واحدة من مكونات تلك اللبنة المتينة ، النقطة الثانية التي أحببت التحدث عنها هي المصارحة في الحديث وعدم المراوغة في الكلام (كما نراه اليوم من كلام الساسة ، حيث يسأل عن شيء فيجيب عن آخر) وهذا النوع من الحديث ضرب من الكذب والضحك على اللحى ، وهناك الشكل الأقبح وهو الاستدلال بالآيات لإثبات صحة كلامه وصدقه ، فهذا افتراء على الله وتأويل كلامه على غير وجهه ، فتجدهم يتكلمون بالإصلاح والدين والتقوى وسرد الآيات التي يؤولونها على ما تشتهيه انفسهم ، ويتكلمون وكأن الذين أمامهم أجلكم الله (بهائم) وهم وحدهم من يفهمون ، النقطة الأخيرة التي أحببت التحدث عنها هي أدعاء أحدهم المعرفة والحقيقة ليس لهم من المعرفة إلا اسمها فقط .... ولعل هذا يفضي للمعرفة بالآخرين ، وقراءة افكارهم بشكل جيد ، أقول لأمثال هؤلاء اذا اردتم العلم فعليكم به ولا تفتروا على الله ، فتؤولوا الآيات على تشتهيه أنفسكم ، وهكذا نرى الكثير من الناس اليوم على هذه الشاكلة ، عالم بالدين (أسم الله عليه) يتكلم بمسائل عجز عنها الائمة ، العنصر الثالث المصلحة كلنا اليوم يسعى خلف مصلحته سواء كانت دنيوية أو دينية أو كلاهما معاً ، وفي جميع الأحول لابد من أن نضع نصب أعيننا أن مصلحتنا يجب أن تكون قائمة على مبدأ يقره الشرع أولاً وأخراً أي (مشرع) ، فإذا كان ظلم الآخرين فيه فائدة لك فهذه (مفسدة) وليس مصلحة كما يسميها أهلها ، لأن فيها ضرر للطرف المقابل ، وبعد أن تحثنا عن عزة النفس والمصارحة في الحديث ثم اردفناها بالمصالح ، نقول إن اللبنة هي وحدة البناء التي تشكل بمجموعها ذلك الجدار الذي يصمد لألاف السنوات بوجه قوى الطبيعة ، كذلك كل فرد منا يشكل لبنة لكن ليس له قيمة بمفرده مهما امتلك من قوى فهو يحتاج إلى غيره كي يسند ويقوي بعضهم بعضاً ، ونختم كلامنا بقول الرسول الكريم في البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير ((مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى))
جميل الزبناوي- امير متميز
- عدد المساهمات : 106
نقاط : 4740
تاريخ التسجيل : 21/04/2012
مواضيع مماثلة
» الحيوان الذي لايشرب الماء ابدا
» الاب: الرجل المجهول الذي يقف خلف الكاميره
» القرآن هو الكتاب الذي يقال عنه (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)
» عجوز تطلق النار على جارها الذي رفض تقبيلها
» الصوت الذي تسمعه الارض خلال 24 ساعه
» الاب: الرجل المجهول الذي يقف خلف الكاميره
» القرآن هو الكتاب الذي يقال عنه (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)
» عجوز تطلق النار على جارها الذي رفض تقبيلها
» الصوت الذي تسمعه الارض خلال 24 ساعه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد أغسطس 25, 2024 6:14 am من طرف حسين يعقوب الحمداني
» لاصمت في الصمت ,للشاعر حسين يعقوب الحمداني
الإثنين يوليو 08, 2024 5:48 am من طرف حسين يعقوب الحمداني
» سيف الدولة الحمداني.. لمحات تاريخية وثقافية
الإثنين يوليو 01, 2024 3:20 pm من طرف حسين يعقوب الحمداني
» عودة جديدة
الإثنين فبراير 06, 2023 4:41 am من طرف محمدالفارس
» عشيرة البزون
السبت فبراير 06, 2021 1:17 am من طرف احمد البزوني
» طيف سما بغير موعد
الخميس أبريل 02, 2020 6:34 am من طرف حسين يعقوب الحمداني
» كاميرات مراقبة و أجهزة انذار شركة الانظمة المتكاملة
الثلاثاء أغسطس 04, 2015 8:32 pm من طرف isti
» دلال المغربي بقلم : توفيق خليل ( ابو ظريف ) 14 / 3 / 2015
السبت مارس 14, 2015 1:38 am من طرف توفيق الكردي
» اجمل واروع تلاوة للقرآن
الثلاثاء سبتمبر 23, 2014 3:15 pm من طرف محمدالفارس