بحـث
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 20 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 20 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 224 بتاريخ السبت نوفمبر 16, 2024 2:47 am
الدولة الحمدانية:
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الدولة الحمدانية:
الدولة الحمدانية:
هذه الدولة من أرفع الدول عماداً ، وأثبتها أوتاداً وبيت أربابها من أنبه بيوت العرب ذكراً ، وأعلاها قدراً ، أما جرثومة (الجرثومة الأصل/النهاية في غريب الحديث ، والأثر لأبن الأثير) النسب فتغلب ، وأما شعبة (الشعب: الطائفة من كل شيء ، وللشعب مرتبة خاصة عند علماء النسب/النهاية لأبن الأثير) فربيعة ، جدهم الأقرب ، الذي ينسبون إليه ، هو الأمير مُكايد المحل حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان بن راشد بن رافع بن مسعود بن دلهم بن مسعود بن عطيف بن سراقة بن مخرمة بن جارية بن مالك بن غَنْم بن بكر بن حُبيب بن عمر بن غَنْم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أقصي بن دُعمي بن جُديلة بن أسد بن ربيعة الفرس ، وربيعة بن نزار بن مَعَدْ بن عدنان ، وما أحسنَ فصلاً ذكره صاحب اليتيمة في وصفهم فقال: ((كان بنو حمدان ملوكاً وأمراء ، أوجههم للصباحة ، وأكفهم للسماحة ، وعقولهم للرجاحة وألسنتهم للفصاحة)) وإنما سمي حمدان كايد المحل ، لأن الموصل أجدبت حتى عدم القوت بها ، فمار الناس أجمع سنتين إلى أن أُغيثوا ، وفيه يقول القائل:
مازلت قنط المعيشة جاهداً حتى أتيت مكايد المحل
وكان لحمدان أبناء كثيرون ، منهم الأمير ابو الهيجاء عبدالله والمملكة في أولاده (كان معه أبو عبدالله الحارث بن سعيد بن حمدان وأما داود فيعرف بالمزرفن ، فقتل في محرم سنة عشرين وثلاثمائة [320هـ] ، والسبب أن مؤنس لما أقام بالرقة مراغماً للمقتدر قبل قتل المقتدر ، كتب الحسين بن القاسم بن عبيد الله بن سلمان الوزير الملقب بعميد الدولة إلى بني حمدان بأن يطردوه فسار إليه داود ومعه أخوه أبو سعيد وناصر الدولة بن أبي الهيجاء في نحو من خمسة عشر ألف فارس ودفعوه فهزمهم ، وقُتل داود في الواقعة ، وقَتَلَ القاهر نصر في سنة إحدى وعشرين لأنه تزوج جارية مغنية لابن بسطام ، فطلبها منه ، فأمر يحفر له بئراً وقتله ورماه فيها ، وأما أبو العلاء فولاه الراضي ديار بكر والثغور الجزرية ، في سنة أثنين وعشرين وثلاثمائة وولي أيضاً طريف خرسان ، ودُلْهُمْ بن حمدان قتله علي بعد أن أساء إليه في سنة ثلاث وعشرين).
وقد كان يتقلد جلائل الأعمال وتولى الموصل سنة احدى وثلاثمائة [301هـ] ، فثار عليه أهلها ونسبوه إلى الخروج على السلطان ، ونهبوا داره فخرج عنها ونزل بحذائها [بجنبها أو بقربها] ، وكتب إلى بني تغلب فجاؤوه ، ودخل الموصل فأوقع بهم وقتل منهم رجلين ووجّه إليه السلطان مؤنس المظفر في جيش ليلقاه فكتب إليه أبو الهيجاء يخبره أنه على الطاعة ، فكتب إليه مؤنس إن كنت كما تقول فخرج إليَّ ، فخرج إليه فولى مؤنس تحرير الصغير مكانه ، ودخل به معه إلى بغداد ، وولى طريق مكة والحرمين وخفارة الحاج ، وجرى له مع الأعراب كل غريب ، وأسره القرامطة ومنهم أمراء عدة مشهورون في الدولة العباسية كالحسين وكان قد ولي (قم) وأعمالها والموصل وغير ذلك ، وكان سفاكاً فتاكاً شجاعاً ، كان عنده نيفاً وعشرون طوقاً من خلع الخلفاء كل طوق منها لقتله خارجي ، وخالف على المقتدر في سنة ثلاث وثلاثمائة وجمع نحو عشرة آلاف ، فبعث إليه المقتدر رائق الحجري في جيش وانهزم. الحسين بعد أن اشرف رائق على الهلاك بالجوع ، ثم هرب الحسين نحو أبي الساج ، إلى أذربيجان ، ومر على آرزن ، فخرج إليه وإليها ليرده فهزم فبعث مؤنس إليه وكان نازلا بالقرب منها ثم أدركه وأدخله إلى بغداد مشهوراً على جمل في زي شنيع [قبيح] ، وأبنه كذلك ، وقبض على سائر أخوة أبي الهيجاء وأبي العلاء وأبي السريا وأبي الوليد وحمدون سوى داود اعتقلوه في دار الخليفة. وللكلام بقية سنكمله أن شاء الله.
هذه الدولة من أرفع الدول عماداً ، وأثبتها أوتاداً وبيت أربابها من أنبه بيوت العرب ذكراً ، وأعلاها قدراً ، أما جرثومة (الجرثومة الأصل/النهاية في غريب الحديث ، والأثر لأبن الأثير) النسب فتغلب ، وأما شعبة (الشعب: الطائفة من كل شيء ، وللشعب مرتبة خاصة عند علماء النسب/النهاية لأبن الأثير) فربيعة ، جدهم الأقرب ، الذي ينسبون إليه ، هو الأمير مُكايد المحل حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان بن راشد بن رافع بن مسعود بن دلهم بن مسعود بن عطيف بن سراقة بن مخرمة بن جارية بن مالك بن غَنْم بن بكر بن حُبيب بن عمر بن غَنْم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أقصي بن دُعمي بن جُديلة بن أسد بن ربيعة الفرس ، وربيعة بن نزار بن مَعَدْ بن عدنان ، وما أحسنَ فصلاً ذكره صاحب اليتيمة في وصفهم فقال: ((كان بنو حمدان ملوكاً وأمراء ، أوجههم للصباحة ، وأكفهم للسماحة ، وعقولهم للرجاحة وألسنتهم للفصاحة)) وإنما سمي حمدان كايد المحل ، لأن الموصل أجدبت حتى عدم القوت بها ، فمار الناس أجمع سنتين إلى أن أُغيثوا ، وفيه يقول القائل:
مازلت قنط المعيشة جاهداً حتى أتيت مكايد المحل
وكان لحمدان أبناء كثيرون ، منهم الأمير ابو الهيجاء عبدالله والمملكة في أولاده (كان معه أبو عبدالله الحارث بن سعيد بن حمدان وأما داود فيعرف بالمزرفن ، فقتل في محرم سنة عشرين وثلاثمائة [320هـ] ، والسبب أن مؤنس لما أقام بالرقة مراغماً للمقتدر قبل قتل المقتدر ، كتب الحسين بن القاسم بن عبيد الله بن سلمان الوزير الملقب بعميد الدولة إلى بني حمدان بأن يطردوه فسار إليه داود ومعه أخوه أبو سعيد وناصر الدولة بن أبي الهيجاء في نحو من خمسة عشر ألف فارس ودفعوه فهزمهم ، وقُتل داود في الواقعة ، وقَتَلَ القاهر نصر في سنة إحدى وعشرين لأنه تزوج جارية مغنية لابن بسطام ، فطلبها منه ، فأمر يحفر له بئراً وقتله ورماه فيها ، وأما أبو العلاء فولاه الراضي ديار بكر والثغور الجزرية ، في سنة أثنين وعشرين وثلاثمائة وولي أيضاً طريف خرسان ، ودُلْهُمْ بن حمدان قتله علي بعد أن أساء إليه في سنة ثلاث وعشرين).
وقد كان يتقلد جلائل الأعمال وتولى الموصل سنة احدى وثلاثمائة [301هـ] ، فثار عليه أهلها ونسبوه إلى الخروج على السلطان ، ونهبوا داره فخرج عنها ونزل بحذائها [بجنبها أو بقربها] ، وكتب إلى بني تغلب فجاؤوه ، ودخل الموصل فأوقع بهم وقتل منهم رجلين ووجّه إليه السلطان مؤنس المظفر في جيش ليلقاه فكتب إليه أبو الهيجاء يخبره أنه على الطاعة ، فكتب إليه مؤنس إن كنت كما تقول فخرج إليَّ ، فخرج إليه فولى مؤنس تحرير الصغير مكانه ، ودخل به معه إلى بغداد ، وولى طريق مكة والحرمين وخفارة الحاج ، وجرى له مع الأعراب كل غريب ، وأسره القرامطة ومنهم أمراء عدة مشهورون في الدولة العباسية كالحسين وكان قد ولي (قم) وأعمالها والموصل وغير ذلك ، وكان سفاكاً فتاكاً شجاعاً ، كان عنده نيفاً وعشرون طوقاً من خلع الخلفاء كل طوق منها لقتله خارجي ، وخالف على المقتدر في سنة ثلاث وثلاثمائة وجمع نحو عشرة آلاف ، فبعث إليه المقتدر رائق الحجري في جيش وانهزم. الحسين بعد أن اشرف رائق على الهلاك بالجوع ، ثم هرب الحسين نحو أبي الساج ، إلى أذربيجان ، ومر على آرزن ، فخرج إليه وإليها ليرده فهزم فبعث مؤنس إليه وكان نازلا بالقرب منها ثم أدركه وأدخله إلى بغداد مشهوراً على جمل في زي شنيع [قبيح] ، وأبنه كذلك ، وقبض على سائر أخوة أبي الهيجاء وأبي العلاء وأبي السريا وأبي الوليد وحمدون سوى داود اعتقلوه في دار الخليفة. وللكلام بقية سنكمله أن شاء الله.
جميل الزبناوي- امير متميز
- عدد المساهمات : 106
نقاط : 4741
تاريخ التسجيل : 21/04/2012
رد: الدولة الحمدانية:
وأقام الحسين في الحبس إلى أن عزم الخليفة في سنة خمسين وثلاثمائة [350هـ] على اطلاقه ، وتوليته الجيش لمحاربة يوسف بن أبي الساج ، فلم يفعل وقال: الساعة لما احتجتم لي ، فأمر الخليفة القاهر الخادم أن يقتله ، فدخل إليه وقتله في الحبس ، وحمل رأسه إلى الخليفة ، ورميت جثته في دجلة واطلق سائر بني حمدان ، وولي أبو الهيجاء طريق مكة ، ما قدمناه ، وأما نصر أبو السريا فهو الذي أخذ محمود بن صالح الدارمي من أهل البوازيج [بلد قرب تكريت على فم الزاب الأسفل حيث يصب في دجلة] في سنة ثمان عشر [318هـ].
وكان الأمير أبو الهيجاء المقدم ذكره ، شجاعاً فاتكاً كريماً محبوباً إلى الخلفاء والأجناد ، وكانت القرامطة إذا أوردت خيولها الماء فنفرت منه ، يقولون لها: كم تخافين من ماء أبو الهيجاء فيه ، لهيبته عندهم واشتهاره لديهم.
وقتل أبو الهيجاء لثلاث عشر ليلة بقيت من محرم سنة سبع عشرة وثلاثمائة ، والسبب في ذلك أن الأجناد خلعوا المقتدر بالله في النصف من شهر محرم المذكور ، وبايعوا أخاه العباس أبا منصور أحمد القاهر فأقام يومين ، ثم أعاد الأجناد المقتدر وزحفوا إلى القصر وفيه القاهر يطلبون اخذه ، وكان للحين المقضي عنده أبو الهيجاء ، فلما احاط الأجناد بالقصر بادر أبو الهيجاء إلى الخروج فتعلق القاهر بأذياله واستجار به ، فحملته الحمية على الثبوت معه ، ودخل الأجناد باب القصر ، والقاهر وأبو الهيجاء يتخللون القاعات حتى انتهوا إلى قاعة فحصرهم الأجناد فيها ودخلوا عليهم من بابها فجرد أبو الهيجاء سيفه واوقف القاهر وراءه وجعل يقف حتى يكثر دخول الناس من الباب ، ثم يحمل عليهم فيهزمهم إلى آخر الدهليز ثم يعود إلى مكانه ، وهو يرغو كما يرغو البعير ، ويزبد ويصيح أين فرسي فلان ، أأموت كما تموت النساء بين جدران الدور ، ثم يكر على الناس فيهزمون بين يديه إلى أن طلع بعض الأجناد سطوح القاعة ، وركبوا جدرانها فلما حمل على الناس ، رمي من أعلاها بالنشاب فأنكى فيه ، ولم يزل كذلك إلى أن مات رحمه الله. وللكلام بقية سأنشره ريث ما أتم من طباعته.
جميل الزبناوي- امير متميز
- عدد المساهمات : 106
نقاط : 4741
تاريخ التسجيل : 21/04/2012
رد: الدولة الحمدانية:
ولما أستقر أمر الأمام المقتدر وعفا عن أخيه القاهر بكى على أبي الهيجاء وتندم عليه وأمر به فكفن ودفن ، وترك أبو الهيجاء من الأولاد أبا محمد الحسن [ناصر الدولة] ، وابا الحسن علي [سيف الدولة] ، وأبا العطاف خير ، وأبا زهير ، والمملكة لأبي محمد الحسن [ناصر الدولة] وأخيه علي [سيف الدولة] وعقبهما ، فلنبدأ بالحسن الأكبر وهو ناصر الدولة أبو محمد الحسن بن عبد الله بن حمدان.
الحسن نصر الدولة:
لما قتل والده تقدم إلى خدمة الدولة العباسية ، وتنقل في الولايات إلى أن تولى الموصل في أيام الراضي بالله وتغلب عليها في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة [323هـ] ولما ضعفت الدولة العباسية ، فبعث ابن مقلة الوزير ، وزير الراضي إليه ، عمه أبو العلاء سعيد بن حمدان وولاه الموصل وامره بالقبض على ناصر الدولة ، فسار لذلك ، فلما قارب من الموصل خرج ناصر الدولة لتلقيه فخالفه سعيد ودخل بلد ، ونزل داره ، وقبض على خزائنه ، وبلغ ناصر الدولة الخبر ، فرجع عاجلاً ، ودخل الدار وقبض على عمه فيها ، وامر غلمانه فعصروا مذاكيره إلى أن مات ، وذلك في رجب سنة ثلاث وعشرين [323هـ] وبلغ ذلك أبا علي بن مقلة ، فعز عليه ، وتجهز في العساكر ، وخرج من بغداد ، وسار قاصداً إلى الموصل في يوم الجمعة لخمس خلون من شعبان من السنة.
وكان ثمرة خروجه أنه أنفق على الجيش ثلاثمائة ألف دينار ، وحط من المال الذي كان ناصر الدولة يحمله في كل سنة سبعين ألف دينار ، وأضاف إليه آمد [بلد حصين على نشز دجلة] وميافارقين [أشهر مدينة بديار بكر] وآرزن ، وأسقط عنه المؤونة اللازمة له ، في حفظ ثغور الجزيرة ملطية [بلدة من بلدان الثغور الجزرية] وشميشاط [مدينة على شاطئ الفرات في طرف بلاد الروم على غربي الفرات ولها قلعة في شق منها ، وأسمها الآن شوشط في تركية] حتى أخربها العدو ، وكان ناصر الدولة لدهائه ومكره لا يصافف من يقصده ، فلما قصده ابن مقلة رفع أموله وخزائنه وحرمه إلى قلعة الموصل ، وجعل فيها من خواص غلمانه من يدفع ، ثم خرج من الموصل في عسكره ، وأخرج معه كل تاجر في البلد ، ولم يبق بها علوفه ولا قوتاً إلا رفعه إلى القلعة ، فوصل إليها ابن مقلة فأقام بها في حال سيئة وبعث بالعساكر مع علي بن خلف بن طياب ليتبع ناصر الدولة فسار وراءه ودخل ناصر الدولة بلاد أرمينية ، فعاد ابن طياب ولم يتبعه ، وطال المقام على ابن مقلة ، وضاقت عليه الأحوال ، لنفاذ الأقوات ، وعدم العلوفات ، فقلد الموصل لعلي بن خلف ، وقلد جزيرة ابن عمر [بلدة فوق الموصل يحيط بها دجلة إلا من ناحية واحدة] لما كرد الديلمي ، وقلد عبدالله بن أبي العلاء المقتول نصبين [مدينة عامرة في بلاد الجزيرة] وعاد إلى بغداد ، وانتهى الخبر إلى ناصر الدولة ، فخرج من أرمينيا ، وقد أطاعه سائر ملوكها ، وجبى خراجها ، وقصد الجزيرة. وبها ماكرد وكاتب ماكرد مع ناصر الدولة من الأمراء ووعدهم عن ابن مقلة الإحسان ، فلما نزل عليها استأمنوا إلى ماكرد فانفصل ناصر الدولة عنها كالمنهزم ونزل بعلتابا ، وارسل علي بن باجعفر ، وهو مع علي بن خلف بالموصل في أن يفتك به ووعده بالإحسان إليه على ذلك ، فلم يتهيأ له بل استفسد جميع من مع علي ابن خلف لناصر الدولة وكتب إليه يقول: إذا نزلت على الموصل استأمنا إليك ابن خلف لناصر الدولة وكتب إليه يقول: إذا نزلت على الموصل استأمنا إليك بأجمعنا ، فسار ونزل عليها فاستأمنوا بأجمعهم ، وخرج ابن طيّاب هارباً في ليلة الأربعاء لاثنتي عشر ليلة خلت من ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين [323هـ] ، ودخل ناصر الدولة الموصل وبعث جيوشه مع علي بن باجعفر إلى الجزيرة لاخراج ماكرد عنها ، فلما قرب منها خرج ماكرد وسار إلى نصيبين واستنجد بأبي ثابت العلاء بن المعمر الحُبيبي صاحب السمعية [قرية كبيرة في نواحي الموصل] ، فجمع له العرب ونصره ، وكتب علي بن باجعفر إلى ناصر الدولة بالخبر ، فأنجده بأخيه سيف الدولة علي بن عبدالله بن حمدان ، وأمر علي بن باجعفر بطاعته ثم سار تابعاً لأخيه بنفسه فقاتل ماكرد وأبا ثابت فقتل أبو ثابت وهرب ماكرد خائفاً إلى الرقة ، إلى مدينة السلام ، [مدينة السلام في بغداد: وهو الاسم الذي أطلقه المنصور عليها لدى فراغه من بنائها] وهربت بنو حُبيب بعد أبي ثابت إلى بلاد الروم وتنصروا إلى اليوم ، وخربت السمعية ، واستقامت مملكة الموصل والجزيرة وديار ربيعة ومضر.
الحسن نصر الدولة:
لما قتل والده تقدم إلى خدمة الدولة العباسية ، وتنقل في الولايات إلى أن تولى الموصل في أيام الراضي بالله وتغلب عليها في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة [323هـ] ولما ضعفت الدولة العباسية ، فبعث ابن مقلة الوزير ، وزير الراضي إليه ، عمه أبو العلاء سعيد بن حمدان وولاه الموصل وامره بالقبض على ناصر الدولة ، فسار لذلك ، فلما قارب من الموصل خرج ناصر الدولة لتلقيه فخالفه سعيد ودخل بلد ، ونزل داره ، وقبض على خزائنه ، وبلغ ناصر الدولة الخبر ، فرجع عاجلاً ، ودخل الدار وقبض على عمه فيها ، وامر غلمانه فعصروا مذاكيره إلى أن مات ، وذلك في رجب سنة ثلاث وعشرين [323هـ] وبلغ ذلك أبا علي بن مقلة ، فعز عليه ، وتجهز في العساكر ، وخرج من بغداد ، وسار قاصداً إلى الموصل في يوم الجمعة لخمس خلون من شعبان من السنة.
وكان ثمرة خروجه أنه أنفق على الجيش ثلاثمائة ألف دينار ، وحط من المال الذي كان ناصر الدولة يحمله في كل سنة سبعين ألف دينار ، وأضاف إليه آمد [بلد حصين على نشز دجلة] وميافارقين [أشهر مدينة بديار بكر] وآرزن ، وأسقط عنه المؤونة اللازمة له ، في حفظ ثغور الجزيرة ملطية [بلدة من بلدان الثغور الجزرية] وشميشاط [مدينة على شاطئ الفرات في طرف بلاد الروم على غربي الفرات ولها قلعة في شق منها ، وأسمها الآن شوشط في تركية] حتى أخربها العدو ، وكان ناصر الدولة لدهائه ومكره لا يصافف من يقصده ، فلما قصده ابن مقلة رفع أموله وخزائنه وحرمه إلى قلعة الموصل ، وجعل فيها من خواص غلمانه من يدفع ، ثم خرج من الموصل في عسكره ، وأخرج معه كل تاجر في البلد ، ولم يبق بها علوفه ولا قوتاً إلا رفعه إلى القلعة ، فوصل إليها ابن مقلة فأقام بها في حال سيئة وبعث بالعساكر مع علي بن خلف بن طياب ليتبع ناصر الدولة فسار وراءه ودخل ناصر الدولة بلاد أرمينية ، فعاد ابن طياب ولم يتبعه ، وطال المقام على ابن مقلة ، وضاقت عليه الأحوال ، لنفاذ الأقوات ، وعدم العلوفات ، فقلد الموصل لعلي بن خلف ، وقلد جزيرة ابن عمر [بلدة فوق الموصل يحيط بها دجلة إلا من ناحية واحدة] لما كرد الديلمي ، وقلد عبدالله بن أبي العلاء المقتول نصبين [مدينة عامرة في بلاد الجزيرة] وعاد إلى بغداد ، وانتهى الخبر إلى ناصر الدولة ، فخرج من أرمينيا ، وقد أطاعه سائر ملوكها ، وجبى خراجها ، وقصد الجزيرة. وبها ماكرد وكاتب ماكرد مع ناصر الدولة من الأمراء ووعدهم عن ابن مقلة الإحسان ، فلما نزل عليها استأمنوا إلى ماكرد فانفصل ناصر الدولة عنها كالمنهزم ونزل بعلتابا ، وارسل علي بن باجعفر ، وهو مع علي بن خلف بالموصل في أن يفتك به ووعده بالإحسان إليه على ذلك ، فلم يتهيأ له بل استفسد جميع من مع علي ابن خلف لناصر الدولة وكتب إليه يقول: إذا نزلت على الموصل استأمنا إليك ابن خلف لناصر الدولة وكتب إليه يقول: إذا نزلت على الموصل استأمنا إليك بأجمعنا ، فسار ونزل عليها فاستأمنوا بأجمعهم ، وخرج ابن طيّاب هارباً في ليلة الأربعاء لاثنتي عشر ليلة خلت من ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين [323هـ] ، ودخل ناصر الدولة الموصل وبعث جيوشه مع علي بن باجعفر إلى الجزيرة لاخراج ماكرد عنها ، فلما قرب منها خرج ماكرد وسار إلى نصيبين واستنجد بأبي ثابت العلاء بن المعمر الحُبيبي صاحب السمعية [قرية كبيرة في نواحي الموصل] ، فجمع له العرب ونصره ، وكتب علي بن باجعفر إلى ناصر الدولة بالخبر ، فأنجده بأخيه سيف الدولة علي بن عبدالله بن حمدان ، وأمر علي بن باجعفر بطاعته ثم سار تابعاً لأخيه بنفسه فقاتل ماكرد وأبا ثابت فقتل أبو ثابت وهرب ماكرد خائفاً إلى الرقة ، إلى مدينة السلام ، [مدينة السلام في بغداد: وهو الاسم الذي أطلقه المنصور عليها لدى فراغه من بنائها] وهربت بنو حُبيب بعد أبي ثابت إلى بلاد الروم وتنصروا إلى اليوم ، وخربت السمعية ، واستقامت مملكة الموصل والجزيرة وديار ربيعة ومضر.
جميل الزبناوي- امير متميز
- عدد المساهمات : 106
نقاط : 4741
تاريخ التسجيل : 21/04/2012
رد: الدولة الحمدانية:
وفي سنة سبع وعشرين [327هـ] ، خرج الراضي ومعه }بجكم{ طالباً للموصل ، وأخرج ناصر الدولة جيشه مع ابن عمه الحارث بن سعيد [ابو فراس] فلما صف الجيش في مقابلة الخليفة ، وقع في العسكر أن الجيش استأمن ، فانهزموا إلى ناصر الدولة ، فدخل ناصر الدولة الموصل ليلة الجمعة ليلتين بقيتا من المحرم ، وصلى الجمعة ثم خرج من الموصل ودخل }بجكم{ يوم السبت ، وسار الجيش إلى بلد [مدينة على دجلة فوق الموصل] ، وتبعه }بجكم{ فدخل في سحر يوم الأحد وسار الجيش إلى الخالدية [قرية من أعمال الموصل] ثم رحل منها يريد برقعيد [بليدة في طرف بقعاء الموصل من جهة نصيبين ، ومن برقعيد كان بنو حمدان التغلبيون سيف الدولة وأهله] وبقي فيها جماعة من أهله ، ووافى }بجكم{ ، فأوقع بهم ، وخرج أبو وائل [أضنه تغلب بن داود بن حمدان ت33هـ] ، وتمادى الأمر ، ثم وقع الصلح على مال بذله الجيش ودخل الموصل لليلتين خلتا من شهر ربيع الآخر.
وما ملك أبو الحسن بن البريدي بغداد وهرب المتقي لله عليه السلام منها ومعه أمير الأمراء أبو بكر بن رائق إلى الموصل ، واستنجد بناصر الدولة ، تجهز لإنجاده ثم رأى أنه لا يتم له أمر مع بقاء ابن رائق ، ففتك به في رجب سنة ثلاثين وثلاثمائة [330هـ] ،فرد المتقي تدبير الملك إليه وسار إلى بغداد ومعه ناصر الدولة وأخوه سيف الدولة ، فانهزم البريديون من بين يديه ، وتولى ناصر الدولة إمرة الأمراء ونعته الإمام المتقي بالله بهذا النعت [أي أعطاه لقب ناصر الدولة] ، ونعت أخاه بسيف الدولة ، وخلع عليهما وذلك في شوال سنة ثلاثين وثلاثمائة [330هـ] وزوَّجَ المتقي ولده أبا منصور بأبنة ناصر الدولة [وأضنها جميلة] وكان الصداق خمس مائة درهم ، والنحلة [العطية وقد يكون مهر المرأة] مائة ألف دينار وضرب ناصر الدولة السكة عياراً. لم يضرب قبله إلا السندى [السندى بن شاهك ، مولى المنصور] وزاد على نقش السكة بعد محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو أول من فعل ذلك ، وأقام ببغداد ثلاثة عشر شهراً ، ثم اجتمعت الأتراك وقدموا }توزون{ ، وهو بواسط [مدينة بين البصرة والكوفة ، بناها الحجاج بن يوسف الثقفي واتخذها مقراً لولاية العراقيين] وسيف الدولة في عسكره معهم فناصبهم ، وبلغ ناصر الدولة الخبر فسار إلى الموصل صحبته الإمام المتقي وأمر أخاه سيف الدولة بمناصبة }توزون{ ، فناصبه وكبسه }توزون{ ليلاً ، فانهزم وتبعه عسكره إلى الموصل ، وكان ناصر الدولة عند مسيره إلى الموصل صحبة المتقي لله بعث بعلي بن خلف بن طيّاب إلى نحو الشام في عسكرٍ وف جملته }عَدِلْ{ حاجب }بجكم الماكاني{ وكان قد تغلب على الرحبة [بلدة ماتزال بقاياها قائمة قرب بلدة الميادين السورية على الفرات] وأعمال طريق الفرات وجبل يقال له: مسافر بن حسن ، وكان عاملا لابن رائق عليها ، فلما قُتل أظهر تغلبه فبعث علي بن خلف وعدل في عسكر إليه ، فلما قرب منه هرب مسافر ودخل عدل الرحبة وأقام بها واجتمع إليه عدة من الأتراك والديلم الذين كانوا في صحبة }بجكم{ ، فقوى بهم وأقطعهم ، وتغلب على البلاد وكثر جيشه ، وكان يزيد بن الفضل قد تغلب على عانة [بلدة مشهورة بين الرقة وهيت] وبلاداً غيرها ، فبعث ناصر الدولة من بغداد }بدر الخرشني{ والياً على هذه البلاد في عسكر ، فهرب ابن الفضل والتحق بأبي عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان وهو بنصيبين نائباً عن ناصر الدولة فأمنه وأطعمه ابن الفضل في عدل وطمع في البلاد فاغتنم بُعدْ ناصر الدولة.
جميل الزبناوي- امير متميز
- عدد المساهمات : 106
نقاط : 4741
تاريخ التسجيل : 21/04/2012
رد: الدولة الحمدانية:
السلام عليكم ، بارك الله فيك اخي جميل الزبناوي ، كنت انتظر حتى تكمل سلسلة ماتنشره عن الدولة الحمدانية ، وعن امارة بني حمدان ، قبائلها وعشائرها ، ولكني خشيت ان تظن أني لم أتابع ماتنشره ، فياخي عليك بذكر المصادر التاريخية ، المؤلف /الكتاب / الجزء / الصفحة ، وليكن بعد ختام هذا الموضوع ، ولك مني فائق الشكر والتقدير .
محمدالفارس- امير مشرف
- عدد المساهمات : 335
نقاط : 5531
تاريخ التسجيل : 28/09/2011
العمر : 66
الموقع : العراق
رد: الدولة الحمدانية:
المصدر يا أبن العم حقيقته مخطوط بعنوان أخبار الزمان لعلي بن ظافر الأزدي [567هـ-623هـ] والمخطوط موجود في موقع المحجة والأصل في برطانيا ، وقد قامت الأخت تميمة بتحقيقه والعناية به ، وعلي بن ظافر مصدر يحتج به ، وقد راجعت المخطوطة والكتاب ، وساقوم برفع الكتاب لكم ريث ما أنتهي من طباعتي وترجمة أعلام الكتاب وتوضيح ما هو مبهم منه ، والحقيقة الكتاب يستحق الاهتمام ولكم مني فائق الأحترام والتقدير.
جميل الزبناوي- امير متميز
- عدد المساهمات : 106
نقاط : 4741
تاريخ التسجيل : 21/04/2012
رد: الدولة الحمدانية:
فسار إلى نصيبين ، فخرج إليه الحسين وحين صاففه استأمن رجال عدل إليه ، واسره الحسين واسر ابنه وحملهما إلى ناصر الدولة ، فتسلمهما ، وأرسل توزون المتقي في الصلح فأجاب ورجع فخلعه وسمله ، وأقا ناصر الدولة بالموصل ولم يتعرض لبغداد إلى أن ملكها الديلم فتحرك إليها في جمادى الآخر سنة أربع وثلاثين [334هـ] ، وحاصر معز الدولة بن بويه الديلمي ، حتى كاد يأخذه ثم رجع عنها في صورة منهزم ، وكان في عسكره جماعة من الديلم ففوض أمرهم إلى جُمان أحد أصحاب توزون فقلّتْ ثقته بهم وخاف أن يستأمنوا إلى معز الدولة ، فأمر جمان بالمسير بهم إلى الرحبة لولايتها ، فلما حصل بها جمع جموعاً كثيرة ، وكاشف بالعصيان ، وسار إلى الرحبة فحاصرها سبعة عشر يوماً ، ثم انهزم عنها ، وبلغ أهل الرحبة خبر انهزامه فقتلوا كتابه وبعض حاشيته ، فعاد جمان إليها ووضع السيف في أهلها فسار إليه <ماروخ> صاحب ناصر الدولة في المحرم من سنة ست وثلاثين [336هـ] وواقعه على طي الفرات فهزم جيشه ، وحقق عليه ماروخ الحملة فهرب ووقع في الفرات فغرق ، وتسلم ماروخ أعماله ثم انعقد بينهما صلح على يد <أبي بكر بن عرابه> على مال يحمله ناصر الدولة كل سنة وجرى بعد ذلك بنهما الحروب على هذا لمآل ما يطول شرحه.
وذلك أن ناصر الدولة كان يمتنع من حمل المال ، فحمل ذلك معز الدولة على التجهز لقتاله ، والمسير إليه لاستئصاله ، فلا يرى أن يحاربه بل يرفع أموله وحرمه إلى القلعة ولا يبقى في البلد قوتاً ولا علوفة البتة ويبقى في خيله جريدة [جماعة من الفرسان] فإذا قرب معز الدولة من الموصل خرج ناصر الدولة منها وسار إلى نصيبين أو إلى آمد أو إلى بلد من بلاده ، فيأتي معز الدولة ، وينزل قصره بالموصل ، فتقل مادته وتنفذ أزواده فيبعث بغال ثقله وسراياه ، لتحصيل المعلوفات والأقوات من القرى والضياع ، فيفرق عند ذلك ناصر الدولة أشباله وهم ثمانية ملوك شجعان كل منهم تزيد مماليكه وغلمانه على الخمسمائة رجل ، للتصعلك على عسكر معز الدولة وسراياه فيقربون من الموصل وهم متفرقون فلا يجدون سرية إلا كسروها ولا قافلة إلا نهبوها وسلبوها ، ، فيغضب ذلك معز الدولة ويحمله على الخروج من الموصل في طلبهم ، فينكشفون بين يديه ، وينتهي الخبر إلى ناصر الدولة والدهم فيخلفه إلى الموصل فأن وجد به مالاً له رفعه إلى القلعة وإن وجد به أحداً من قواده سجنه بها ، وخرج إليه معز الدولة في رجب سنة ثلاث وخمسين [353هـ] ومَلَكَ الموصل ، وسار تابعاً له إلى نصيبين فخرج منها ناصر الدولة ، وبعث أولاده إلى الموصل لقتال من فيها فرجع معز الدولة فانكشفوا بين يديه فسار إلى بلد ، واجتمع ناصر الدولة بأولاده وسار إلى الموصل فأمكنتهم الفرصة فيمن تركه معز الدولة بها فدخلوا البلد وأسروا نيفاً وسبعين قائداً فأمر بهم ناصر الدولة فثقفوا [أخذوا] بالحديد ورُفعوا إلى القلعة ومعهم نحو ستمائة جندي ووجد له مائة وثلاثون بدره دراهماً فأخذوها ثم خرج من الموصل ومضى إلى حلب ، ولأقام عند أخيه سيف الدولة ولم يزل الأمر على ما شرحته ، إلى أن تم الصلح ، بين معز الدولة وأبي تغلب بن ناصر الدولة على إطلاق الأسرى ورد ثمانين بدره ، فقبل ذلك ناصر الدولة ورجع معز الدولة إلى بغداد ، وقد ظهرت خسارته ولم ينفعه جده وتعبه ودخل ناصر الدولة الموصل فأطلق الأسرى وبعث المال وكذلك كانت الأمور تجري متى قصد معز الدولة الموصل أو ابنه عز الدولة ، ولم يزل ناصر الدولة مالكاً للموصل إلى أن قبض عليه ولده. عدة الدولة أبو تغلب [الغضنفر] فضل الله وهو نائم بعد أن شاخ وكبر ، وحمله على فراشه إلى قلعة الموصل واعتقله بها ، والسبب في ذلك أن والده طالبه بميراث والدته فاطمة ابنة أحمد بن علي الكردي وتوعده بالقتل ولما اعتقله وَكَلَ بخدمته كردياً كان ناصر الدولة يشنأه ويبغضه ، وخادماً كان كذلك ، وأوصاهما أن لا يكلماه ولا يخبراه ولا يزيداه عن إحضار ما يأكله وما يشربه ، فكان يكلمهما ويقول: ناشدتكما الله ألا أخبرتماني كيف حال الدنيا وكيف أولادي هل هم أحياء هل مملكتهم لهم وهل ولد أخي حي أم توفي ، فلا يجيباه وأقام كذلك ، إلى أن مات.
ومن مليح سيرة ناصر الدولة أنه كان يمنع مماليكه من الزواج والإشتغال بشراء الدور وغيرها ويقول: إذا اشتغلتم عما أريده بطل ما أريده ، وكان رزق جيشه عند مجيء الأتراك إليه ، لما دخل معز الدولة بغداد ستمائة ألف دينار كل شهر والأتراك الواصلين إليه خارجاً عن هؤلاء ثلاثمائة ألف ثلاثين ألف دينار كل شهرين ، وكان القبض عليه عند النصف من ليلة الثلاثاء لست بقين من جمادى الأولى سنة ست وخمسين [356هـ].
وتوفي وقت العصر يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ثمان وخمسين [358هـ] ولما مات سار أبو البركات فحمله إلى الموصل ووصل التابوت في السابع عشر شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين [358هـ] ، وتلقاه أبو تغلب والأخوة مشاة وهم يبكون وينتحبون وصلى عليه ابن حمصه العلوي ، وتوفي اخوه سيف الدولة قبل القبض عليه بمدة يسيرة ، وكما سيأتي وكانت مدة تغلبه نحو ثلاث وثلاثين سنة سوى ولاية الموصل قبل ذلك.
أولاد الأمير [ثمان]: عدة الدولة الغضنفر أبو تغلب فضل الله ، أبو المظفر حمدان ، أبو الفوارس محمد ، أبو القاسم هبة الله ، أبو الطاهر إبراهيم ، أبو المرجا جابر ، أبو البركات لطف الله ، أبو المطاع ذو القرنين[علماً أن ذو القرنين وجيه الدولة في غير هذا المصدر هو ابن ابو المظفر حمدان أي حفيد ناصر الدولة ، بينما ولده الثامن هو أبو عبدالله الحسين ت380هـ]. كتابه: دنحا بن اسحاق والده أبو الحسين بن دنحا ، أبو الحسن الباهلي سهلون بن هاشم ، أبو القاسم بن مكرم ، أبو أحمد الفضل بن أحمد الشيرازي كاتب المطيع لله.
جميل الزبناوي- امير متميز
- عدد المساهمات : 106
نقاط : 4741
تاريخ التسجيل : 21/04/2012
رد: الدولة الحمدانية:
الأمير سيف الدولة:
أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان هو أصغر من اخيه ناصر الدولة وكان في اول أمره مسعوداً بسعادته متصرفاً على إرادته إلى أن دخلت سنة خمس وعشرين [325هـ] فمن تلك السنة انفرد بديار ربكر ، والسبب في ذلك أن علي بن باجعفر الديلمي لما استأمن إلى ناصر الدولة كما ذكرناه ، ونافق على علي بن خلف بن طياب سأله أن يوليه الجزيرة عند اخراج ماكرد منها ، فقال: إن الجزيرة معدن أملاكنا ومحط ضياعنا ومسقط رؤوس اهلنا ولا حاجة لك بها ، ولكن هذه ديار بكر فيها أحمد بن نصر القشوري في عدة قليلة فخذ جيشاً وامض اليها وأخرجه عنها ، فإني أقلدك إياها ، وبعث معه جيشاً فانصرف ابن نصر ودخلها علي بن باجعفر وسكن [آرزن] [منطقة تقع في أرمينيا ـ شرق تركيا حاليا وتسمى أيضا غرزان] واقام الدعوة لناصر الدولة ، وهو مع ذلك يحصن البلد ويستكثر الرجال والأجناد ، فنمى الخبر غلى ناصر الدولة فلم يأمن شره وكتب إليه يامره بالقدوم عليه ، فأبى واظهر العصيان ، فندب ناصر الدولة عند ذلك أخاه سيف الدولة غلى حربه ، وقال له: متى فتحتها يعني ديار بكر ، وقبضت على هذا الديلمي مَلَكْتك بلادها وقلاعها من غير أن تحمل عنها لخليفة ولا لغيره ، فسار سيف الدولة إليها في ألف فارس فتحصن منه علي بن باجعفر في قلعة آرزن وهي المعروفة بحصن العيون فنزل تحتها على النهر المعروف بشريط ، وبنى في معسكره بناء كثيراً ، وسارت إليه العساكر والحشود وصدق القتال فأخرج الديلمي أكثر من معه في الحصن لنقل المؤونة عنه ، وبعث بحاجبه [بدر الجستاني] إلى ابن ترنيق ملك أرمينيا وسائر بطارقتها يستنجد بهم على سيف الدولة ، ويخبرهم أنه متى حصلت البلاد له لم يطيقوا مجاورته ، واستأمن رجل من الحصن إلى سيف الدولة فأخبره بخبر الحاجب
جميل الزبناوي- امير متميز
- عدد المساهمات : 106
نقاط : 4741
تاريخ التسجيل : 21/04/2012
رد: الدولة الحمدانية:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قمت خلال الأسبوع المنصرم بتكليف أحد الأخوان بجلب الكتاب الذي أخبرتكم عنه وهو بعنوان "أخبار الدولة الحمدانية بالموصل وحلب وديار بكر والثغور" أما المخطوطة فهي في موقع المحجة وبعد جهت قمت برفعه لكم كي تعم الفائدة وإليكم رابط الكتاب
http://www71.zippyshare.com/d/518537/386289/%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1%20%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9%20%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d8%af%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9%20%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%b5%d9%84%20%d9%88%d8%ad%d9%84%d8%a8%20%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a7%d8%b1%20%d8%a8%d9%83%d8%b1%20%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%ba%d9%88%d8%b1%20%d9%84%d9%84%d8%a7%d8%b2%d8%af%d9%8a-%d8%aa%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82%20%d8%aa%d9%85%d9%8a%d9%85%d8%a9.PDF
قمت خلال الأسبوع المنصرم بتكليف أحد الأخوان بجلب الكتاب الذي أخبرتكم عنه وهو بعنوان "أخبار الدولة الحمدانية بالموصل وحلب وديار بكر والثغور" أما المخطوطة فهي في موقع المحجة وبعد جهت قمت برفعه لكم كي تعم الفائدة وإليكم رابط الكتاب
http://www71.zippyshare.com/d/518537/386289/%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1%20%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9%20%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d8%af%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9%20%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%b5%d9%84%20%d9%88%d8%ad%d9%84%d8%a8%20%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a7%d8%b1%20%d8%a8%d9%83%d8%b1%20%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%ba%d9%88%d8%b1%20%d9%84%d9%84%d8%a7%d8%b2%d8%af%d9%8a-%d8%aa%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82%20%d8%aa%d9%85%d9%8a%d9%85%d8%a9.PDF
جميل الزبناوي- امير متميز
- عدد المساهمات : 106
نقاط : 4741
تاريخ التسجيل : 21/04/2012
مواضيع مماثلة
» حدود الدولة الحمدانية
» التاريخ الإسـلامي الدولة الحمدانية
» الدولة الحمدانية منذ تأسيسها وحتى نهايتها ... وابرز قادتها وشخصياتها
» السلالة الحمدانية
» من هم ابناء حمدان؟
» التاريخ الإسـلامي الدولة الحمدانية
» الدولة الحمدانية منذ تأسيسها وحتى نهايتها ... وابرز قادتها وشخصياتها
» السلالة الحمدانية
» من هم ابناء حمدان؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد أغسطس 25, 2024 6:14 am من طرف حسين يعقوب الحمداني
» لاصمت في الصمت ,للشاعر حسين يعقوب الحمداني
الإثنين يوليو 08, 2024 5:48 am من طرف حسين يعقوب الحمداني
» سيف الدولة الحمداني.. لمحات تاريخية وثقافية
الإثنين يوليو 01, 2024 3:20 pm من طرف حسين يعقوب الحمداني
» عودة جديدة
الإثنين فبراير 06, 2023 4:41 am من طرف محمدالفارس
» عشيرة البزون
السبت فبراير 06, 2021 1:17 am من طرف احمد البزوني
» طيف سما بغير موعد
الخميس أبريل 02, 2020 6:34 am من طرف حسين يعقوب الحمداني
» كاميرات مراقبة و أجهزة انذار شركة الانظمة المتكاملة
الثلاثاء أغسطس 04, 2015 8:32 pm من طرف isti
» دلال المغربي بقلم : توفيق خليل ( ابو ظريف ) 14 / 3 / 2015
السبت مارس 14, 2015 1:38 am من طرف توفيق الكردي
» اجمل واروع تلاوة للقرآن
الثلاثاء سبتمبر 23, 2014 3:15 pm من طرف محمدالفارس