بحـث
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 79 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 79 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 224 بتاريخ السبت نوفمبر 16, 2024 2:47 am
الخير لا يأتي بالشر
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الخير لا يأتي بالشر
مخاوف تتحقق وأمة تتفرق والسبب هو السبب:
عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: يقول العبد مالي مالي وإنما له من ماله ثلاث ما أكل فأفنى أو ما لبس فأبلى أو أعطى فاقتنى وما سوى ذلك فهو ذاهبٌ وتاركه للناس)[حديث صحيح].
عن أبي سعيد الخدري قال خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم وصعد المنبر وجلسنا حوله فقال ان مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح الله عليكم من زهرة الدنيا وزينتها فقال رجل يا رسول الله أو يأتي الخير بالشر فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأينا انه ينزل عليه جبريل فقيل له ما شأنك تكلم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا يكلمك فسرى عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجعل يمسح عنه الرحضاء فقال أين السائل وكأنه حمده فقال ان الخير لا يأتي بالشر وان مما ينبت الربيع يقتل أو يلم حبطا ألم تر إلى آكلة الخضرة أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها واستقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت وان المال حلوة خضرة ونعم صاحب المرء المسلم هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وبن السبيل أو كما قال صلى الله عليه وسلم وان الذي أخذه بغير حقه كمثل الذي يأكل ولا يشبع فيكون عليه شهيدا يوم القيامة.
علَّق صاحب جامع الأصول على هذا الحديث بقوله: «في هذا الحديث مثلان: أحدهما: للِمُفْرطِ في جمع الدنيا، والآخر: لِلْمُقْتَصد في أخذها والانتفاع بها، فأمَّا قوله: «وإن مما يُنبت الربيع ما يقتل حَبَطًا أو يُلِمَّ» فإنه مثل للمفرط الذي يأخذ الدنيا بغير حقها؛ وذلك أن الربيع ينبت أحرار البقول، فتستكثر الماشية منه لاستطابتها إياه، حتى تنتفخ بطونها عند مجاوزتها حدَّ الاحتمال، فتنشقُّ أمعاؤها من ذلك فتهلك، أو تُقارب الهلاك؛ وكذلك الذي يجمعُ الدنيا من غير حقها ويمنعها من حقها: قد تعرض للهلاك في الآخرة، لا بل في الدنيا.
وأما مثل المقتصد، فقوله: «إلا آكلة الخضر»؛ وذلك أن الخضر ليس من أحرار البقول وجيِّدها التي ينبتها الربيع بتوالي أمطاره فتحسن وتنعم، ولكنه من التي ترعاها المواشي بعد هيج البقول ويبْسِها، حيث لا تجد سواها، وتُسميها العرب: الجَنْبَةَ، فلا ترى الماشية تكثر من أكلها ولا تَستَمْرِئُهَا، فضرب آكلة الخضر من المواشي مثلاً لمن يقتصر في أخذ الدنيا وجمعها، ولا يحمله الحرصُ على أخذها بغير حقها، فهو ينجو من وبالها، كما نجت آكلة الخضِر. ألا تراه قال: «أكلت، حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت عين الشمس، فثلطت وبالت» أراد أنها إذا شبعت منها بَرَكت مستقبلة عين الشمس ، تستمرئُ بذلك ما أكلت، وتجْترُّ وتثلِطُ فإذا ثلطت فقد زال عنها الحبط، وإنما تحبط الماشية لأنها تمتلئُ بطونها ولا تثلط ولا تبول، فيعرضُ لها المرض فتهلك».
ويقول ابن القيم - رحمه الله تعالى - معلقًا على هذا المثال: «أخبر صلى الله عليه وسلم أنه إنما يخاف عليهم الدنيا، وسمَّاها زهرة؛ فشبهها بالزهر في طيب رائحته وحسن منظره وقلة بقائه، وأن وراءه ثمرًا خيرًا وأبقى منه.
وقوله: «إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطًا أو يلم»، هذا من أحسن التمثيل المتضمن للتحذير من الدنيا والانهماك عليها والمسرة فيها؛ وذلك أن الماشية يروقها نبت الربيع، فتأكل منها بأعينها، فربما هلكت حبطًا. والحبط: انتفاخ بطن الدابة من الامتلاء أو من المرض؛ يقال: حبط الرجل والدابة تحبطًا وحبطًا إذا أصابه ذلك.
ولما أصاب الحارث بن مازن بن عمرو بن تميم ذلك في سفره، فمات حبطًا، فنسب الحبطي كما يقال السلمي. فكذلك الشرهة في المال يقتله شرهه وحرصه، فإن لم يقتله قارب أن يقتله؛ وهو قوله: «أو يلم». وكثير من أرباب الأموال إنما قتلتهم أموالهم؛ فإنهم شرهوا في جمعها واحتاج إليها غيرهم، فلم يصلوا إليها إلا بقتلهم أو ما يقاربه من إذلالهم وقهرهم.
عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: يقول العبد مالي مالي وإنما له من ماله ثلاث ما أكل فأفنى أو ما لبس فأبلى أو أعطى فاقتنى وما سوى ذلك فهو ذاهبٌ وتاركه للناس)[حديث صحيح].
عن أبي سعيد الخدري قال خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم وصعد المنبر وجلسنا حوله فقال ان مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح الله عليكم من زهرة الدنيا وزينتها فقال رجل يا رسول الله أو يأتي الخير بالشر فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأينا انه ينزل عليه جبريل فقيل له ما شأنك تكلم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا يكلمك فسرى عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجعل يمسح عنه الرحضاء فقال أين السائل وكأنه حمده فقال ان الخير لا يأتي بالشر وان مما ينبت الربيع يقتل أو يلم حبطا ألم تر إلى آكلة الخضرة أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها واستقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت وان المال حلوة خضرة ونعم صاحب المرء المسلم هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وبن السبيل أو كما قال صلى الله عليه وسلم وان الذي أخذه بغير حقه كمثل الذي يأكل ولا يشبع فيكون عليه شهيدا يوم القيامة.
علَّق صاحب جامع الأصول على هذا الحديث بقوله: «في هذا الحديث مثلان: أحدهما: للِمُفْرطِ في جمع الدنيا، والآخر: لِلْمُقْتَصد في أخذها والانتفاع بها، فأمَّا قوله: «وإن مما يُنبت الربيع ما يقتل حَبَطًا أو يُلِمَّ» فإنه مثل للمفرط الذي يأخذ الدنيا بغير حقها؛ وذلك أن الربيع ينبت أحرار البقول، فتستكثر الماشية منه لاستطابتها إياه، حتى تنتفخ بطونها عند مجاوزتها حدَّ الاحتمال، فتنشقُّ أمعاؤها من ذلك فتهلك، أو تُقارب الهلاك؛ وكذلك الذي يجمعُ الدنيا من غير حقها ويمنعها من حقها: قد تعرض للهلاك في الآخرة، لا بل في الدنيا.
وأما مثل المقتصد، فقوله: «إلا آكلة الخضر»؛ وذلك أن الخضر ليس من أحرار البقول وجيِّدها التي ينبتها الربيع بتوالي أمطاره فتحسن وتنعم، ولكنه من التي ترعاها المواشي بعد هيج البقول ويبْسِها، حيث لا تجد سواها، وتُسميها العرب: الجَنْبَةَ، فلا ترى الماشية تكثر من أكلها ولا تَستَمْرِئُهَا، فضرب آكلة الخضر من المواشي مثلاً لمن يقتصر في أخذ الدنيا وجمعها، ولا يحمله الحرصُ على أخذها بغير حقها، فهو ينجو من وبالها، كما نجت آكلة الخضِر. ألا تراه قال: «أكلت، حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت عين الشمس، فثلطت وبالت» أراد أنها إذا شبعت منها بَرَكت مستقبلة عين الشمس ، تستمرئُ بذلك ما أكلت، وتجْترُّ وتثلِطُ فإذا ثلطت فقد زال عنها الحبط، وإنما تحبط الماشية لأنها تمتلئُ بطونها ولا تثلط ولا تبول، فيعرضُ لها المرض فتهلك».
ويقول ابن القيم - رحمه الله تعالى - معلقًا على هذا المثال: «أخبر صلى الله عليه وسلم أنه إنما يخاف عليهم الدنيا، وسمَّاها زهرة؛ فشبهها بالزهر في طيب رائحته وحسن منظره وقلة بقائه، وأن وراءه ثمرًا خيرًا وأبقى منه.
وقوله: «إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطًا أو يلم»، هذا من أحسن التمثيل المتضمن للتحذير من الدنيا والانهماك عليها والمسرة فيها؛ وذلك أن الماشية يروقها نبت الربيع، فتأكل منها بأعينها، فربما هلكت حبطًا. والحبط: انتفاخ بطن الدابة من الامتلاء أو من المرض؛ يقال: حبط الرجل والدابة تحبطًا وحبطًا إذا أصابه ذلك.
ولما أصاب الحارث بن مازن بن عمرو بن تميم ذلك في سفره، فمات حبطًا، فنسب الحبطي كما يقال السلمي. فكذلك الشرهة في المال يقتله شرهه وحرصه، فإن لم يقتله قارب أن يقتله؛ وهو قوله: «أو يلم». وكثير من أرباب الأموال إنما قتلتهم أموالهم؛ فإنهم شرهوا في جمعها واحتاج إليها غيرهم، فلم يصلوا إليها إلا بقتلهم أو ما يقاربه من إذلالهم وقهرهم.
جميل الزبناوي- امير متميز
- عدد المساهمات : 106
نقاط : 4743
تاريخ التسجيل : 21/04/2012
رد: الخير لا يأتي بالشر
بارك الله فيك ..... تقبل مروري مع ارق التحيات .
محمدالفارس- امير مشرف
- عدد المساهمات : 335
نقاط : 5533
تاريخ التسجيل : 28/09/2011
العمر : 66
الموقع : العراق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد أغسطس 25, 2024 6:14 am من طرف حسين يعقوب الحمداني
» لاصمت في الصمت ,للشاعر حسين يعقوب الحمداني
الإثنين يوليو 08, 2024 5:48 am من طرف حسين يعقوب الحمداني
» سيف الدولة الحمداني.. لمحات تاريخية وثقافية
الإثنين يوليو 01, 2024 3:20 pm من طرف حسين يعقوب الحمداني
» عودة جديدة
الإثنين فبراير 06, 2023 4:41 am من طرف محمدالفارس
» عشيرة البزون
السبت فبراير 06, 2021 1:17 am من طرف احمد البزوني
» طيف سما بغير موعد
الخميس أبريل 02, 2020 6:34 am من طرف حسين يعقوب الحمداني
» كاميرات مراقبة و أجهزة انذار شركة الانظمة المتكاملة
الثلاثاء أغسطس 04, 2015 8:32 pm من طرف isti
» دلال المغربي بقلم : توفيق خليل ( ابو ظريف ) 14 / 3 / 2015
السبت مارس 14, 2015 1:38 am من طرف توفيق الكردي
» اجمل واروع تلاوة للقرآن
الثلاثاء سبتمبر 23, 2014 3:15 pm من طرف محمدالفارس