هل اللحوم متهمه بالاضرار بصحة الانسان؟

هل اللحوم متهمه بالاضرار بصحة الانسان؟



تزايدت فى الآونة الأخيرة الدعوة إلى العودة للغذاء النباتى ؛ حيث كثرت الأمراض التى سببها الإسراف فى تناول اللحوم.
فهل اللحوم متهمة بالإضرار بصحة الإنسان؟ وهل يمكن الاستغناء عنها؟
الإسراف هو المشكلة
ليس اللحم هو المتهم فى حد ذاته، ولكن الإفراط فى تناول اللحوم هو المتهم ، فحاجة الفرد من اللحوم لا تتعدى 100 جم للفرد الواحد يوميًا، ولكننا نجد الكثير يتناول أضعاف أضعاف هذه الكمية، والإفراط فى تناول اللحوم يُشكل عبئًا على الكبد والكليتين، مما يتسبب فى كثير من الأمراض، إذاً المتهم هو الإفراط، وليس اللحوم فى حد ذاتها {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}.
لا غنى للإنسان عن تناول اللحوم ، فلا يوجد بروتين نباتى يضاهى البروتين الحيوانى، فاللحوم من المصادر الغنية بالبروتينات المهمة للجسم ، والدهون، وبها كثير من الفيتامينات مثل فيتامين أ، ج، د، ب1، ب2، ب6، ب12، والعديد من المعادن مثل الحديد والزنك والكالسيوم وغيره.
وأحسن الأنواع هى اللحوم المرمرية، وتسمى الرخامية، وهى طبقة من اللحوم الحمراء بين طبقتين من الدهون، وهذه تكون فى الماشية الصغيرة المسمنة تسمينًا جيدًا منذ الصغر، وتسمى منطقة الضلوع.
والعلم يؤكد أن أفضل اللحوم هى لحوم الإبل ؛ حيث إنها آمنة أكثر من غيرها؛ لأنها تعتمد فى غذائها على المراعى الطبيعية أو الأعشاب، والتى تعتبر آمنة من الملوثات الصناعية مثل: السموم الفطرية، أو المواد الكيميائية، أو المواد الغذائية المصنعة مثل: مسحوق العظم، والدم، والسمك، وغيرها من الأغذية الملونة.
وأفضل الإبل الصغيرة منها؛ حيث تكون لحومها سهلة الهضم، ولذيذة الطعم.
وهناك أمراض كثيره تنتقل من اللحوم إلى الإنسان يمكن أن نصنفها إلى أمراض طفيلية مثل: حويصلات الديدان الشريطية، وأمراض بكتيرية أخطرها السل البقرى، وأمراض فيروسية عديدة أخطرها الحمى القلاعية بجانب أمراض متنوعة أخرى، ويقوم الأطباء البيطريون العاملون بالمجازر بالكشف على الحيوانات المعدة للذبح قبل ذبحها بغرض اكتشاف هذه الأمراض، وما يكتشف فيه من هذه الأمراض بعد الذبح يتم إعدامه، ويحكم بعدم صلاحيته للاستهلاك الآدمى.
فالرقابة البيطرية الصارمة، والضرب بيدٍ من حديد على يد الذين يخالفون القوانين التى تمنع الذبح خارج المجازر يحقق الأمان لنا جميعًا؛ لأن ذلك يمنع انتشار الأمراض والأوبئة بين الحيوانات، كما أنه يمنع انتقال هذه الأمراض الخطيرة إلى الإنسان.
وحول الأسلوب الأمثل للتعامل مع اللحوم من حيث وقت شرائها، وكيفة حفظها، وأفضل طرق الطهى،فإن اللحوم التى تذبح، ويُحكم بصلاحيتها من قِبل الأطباء البيطريين فى المجزره يجب ألا تباع ولا تستهلك مباشرة بعد خروجها، بل يجب أن تُرد وتحفظ تحت ظروف التبريد بين درجتى حرارة صفرو 4ه م مدة 24 ساعة لكى تسمح بعملية الإنضاج، وهى عملية كيميائية تتحول اللحوم فيها إلى لحوم عصيرية سهلة المضغ، وأكثر حلاوة فى طعمها.
وأفضل طرق الطهى السلق، ثم التحمير، ثم الشى أفضل الطرق للقضاء على معظم الميكروبات الضارة بصحة الإنسان، ويعتبر استخدام "قدر الضغط" حيث تصل درجة الحرارة إلى 120 درجة مئوية ، أفضل الطرق لطهى اللحوم بشكل سريع يسمح بالاحتفاظ بالمكونات الغذائية داخل نسيج اللحم.
وإذا تم الحفظ لمدة أكثر من يومين ، فيجب أن تجمد اللحوم فى ظروف التجميد، وهى (- 18ه م) للحوم الحمراء الخالية من الدهون، ويمكن الاحتفاظ بها لمدة 10 أشهر، أما إذا كانت اللحوم بها دهون، فتكون مدة التجميد 6 أشهر فقط، وفى حالة اللحوم البيضاء "الأوز والبط والدجاج مثلاً" لا يجب أن تزيد مدة التخزين على أربعة أشهر تحت درجة -18ه م